============================================================
190مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار أي لا تمدحنه.
قال تعالى: (وقل الحفد لله الذي لم يتخذ ولدأ) أي الثناء1 على الله بذلك؛ وفي الحديت: "ليس شيء أحب إلى الله من الحمد، ولذلك أتنى على نفسه فقال: الحمد لله"(382) وفي الصلاة نقول): ربنا لك الحمد أهل الثناء والمجد؛ فالحمد يؤدي معنى الشكر كله : والشكر لايؤدي معنى الحمد كله؛ فالحمد اسم عام لجنس التناء، والشكر على مقابلة نعمة وعلى غيرها.
قال ابن عباس في رواية عطاء وأبي صالح والضحاك ويوسف بن مهران وهو قول مقاتل أيضا: إن الحمد لله معناه الشكر لله أن صنع إلى خلقه، فحمدوه؛ وأنعم عليهم3، فشكروه.
وروى الحكم عن السدي قال: أول هذه السورة الحمد لله وهو الثناء على الله، ووسطها الاخلاص وآخرها مسألة الله، وقال الحسن: الحمد بمعنى الثناء.
وحظ النحو فيه أن الحمد رفع بالابتداء والله4 كير باللام الجارة.
قال أهل القرآن: إن الله تعالى ذو الجلال والإكرام؛ فبجلاله استحق الثناء، وبإكرامه استحق الشكر؛ والألف واللام لاستغراق جنس الثناء وجنس الشكر لله ذي الجلال والاكرام. احتجب عنهم بجلاله؛ فلم يدركوه، وتجلي لهم باكرامه فلم ينكروه5.
قوله -عزوجل "رب العالمين" ولما ذكر الشكر ذكر بعده موجبات الحمد والشكر؛ فقال: رب العالمين، وهو وجه التظم بينه وبين ما قبله، وكسر رب لأنه صفة لله، والعالمين في محل بالكسر بالإضافة.6 والرب له معنيان: أحدهما من رب الشيء إذا رباه وأصلحه وأتمه؛ ورب ضيعته7: إذا اقام عليها، قاله الأصمعي والثاني من رب الشيء إذا ملكه؛ فهو ربه، أي مالكه. قال 3. س: عليهم.
1. س: المنا 4. س: لله.
5. في الهامش عناوين: النحو. الأسرار.
3. في الهامش عناوين: النظم، اللغة.
ليتهنل
مخ ۱۵۶