وكانت المناصب وقفًا على بعض البيوتات والسلائل ذات الثروة والجاه والنفوذ عند الحكام.
ويقول (Robert Briffault) عن النظام الطبقي في الدولة الرومية:
«مما جرت العادة أنه إذا أصيبت مؤسسة اجتماعية بالزوال والانحطاط لا يرى القائمون عليها حيلة إلا أن يمنعوها من الحركة والتطور، لذلك كان المجتمع الرومي (في عهد الانحطاط) خاضعًا لنظام طبقي جائر يرزح تحته، وما كان لأحد في هذا المجتمع أن يغير حرفته، وكان لا بد للابن أن يتخذ حرفة أبيه (١» .
الفلاحون في إيران:
أثقلت الضرائب المتنوعة المتجددة كاهل الجمهور حتى ترك كثير من المزارعين أعمالهم أو دخلوا الأديرة فرارًا من الضرائب والخدمة العسكرية لأمة لا يحبونها أو لغرض لا يتحمسون له وفشت في الناس البطالة والجنايات وطرق غير شرعية للكسب.
يصر قول مؤلف " إيران في عهد الساسانيين ":
«كان الفلاحون في شقاء وبؤس عظيم وكانوا مرتبطين بأراضيهم، وكانوا يُستخدمون مجانًا ويكلفون كل عمل، يقول المؤرخ " اميان مارسيلينوس " إن هؤلاء الفلاحين البؤساء كانوا يسيرون خلف الجيوش مشاة كأنه قد كتب عليهم الرق الدائم، ولم يكونوا ينالون إعانة أو تشجيعًا من راتب أو أجرة (٢) وكانت علاقة الفلاحين بالملاك أصحاب الأراضي كعلاقة العبيد بالسادة (٣» .
_________
(١) The Making of Humanity p ١٦٠.
(٢) أيضًا ص ٤٢٤.
(٣) أيضًا ص ٤٢٤.
1 / 70