جديدة، وكانت المقاطعات الغربية الغنية- وخاصة بابل- هدف هذه الضرائب دائمًا (١» .
كنوز الملوك ومدخراتهم:
ولم يكن ما ينفق على أهل البلاد في إيران من مالية الدولة شيئًا كثيرًا. وقد اعتاد ملوك إيران من القديم أن يكتنزوا النقود ويدخروا الطرف والأشياء الغالية (٢)، ولما نقل خسرو
الثاني في المدائن أمواله إلى بناية أحدثها سنة ٦٠٧- ٦٠٨م وكان ما نقله ٤٦٠ مليون وثمانية ملايين مثقال ذهب وذلك ما يساوي ٣٧٠ مليون وخمسة ملايين فرنك ذهبي، وفي العام الثالث عشر من جلوسه على العرش كان في خزانته ٨٠٠ مليون مثقال ذهب (٣) .
الفصل الشاسع بين طبقات المجتمع:
كان الغنى لأفراد معدودين والفقر لمعظم الأهلين، يقول مؤلف " إيران في عهد الساسانيين " عن أخصب عهد من عهود إيران وعن أعدل ملك من ملوكها وهو كسرى أنوشروان:
«إن ما قام به كسرى من إصلاح النظام المالي كان في مصلحة مالية المملكة أكبر منه في مصلحة الرعية، فلم تزل العامة يعيشون في الجهل والضنك كما كانوا في السابق وما شاهد الفلاسفة البيزنطيون من فوارق نسبية بين طبقات المجتمع والفصل الشاسع بينها والبؤس الذي كان يعش فيه رجال الطبقات المنحطة أقلق خاطرهم وانتقدوا المجتمع الفارسي بقولهم: إن الأقوياء فيه يقهرون الضعفاء ويعاملونهم بظلم وبقسوة شديدة (٤» .
_________
(١) إيران في عهد الساسانيين ص ١٦١.
(٢) إيران في عهد الساسانيين ص ١٦٢.
(٣) إيران في عهد الساسانيين ص ٦١١.
(٤) إيران في عهد الساسانيين ص ٥٩٠.
1 / 69