311

مدایح نبوي

المدائح النبوية في الأدب العربي

ژانرونه

على الجراح وبعض الجرح تعديل

يشير إلى بعض القواعد في علم مصطلح الحديث. (8)

أما الميمية فهي أقصر مدائحه وأضعفها، ولم يبتدئها بالنسيب كما فعل في أخواتها من قبل، ولم يأت فيها بمعنى طريف، وإنما أعاد الحديث عن نار كسرى، وذكرنا بألاعيبه اللفظية حين قال:

بمقامك المرفوع يخفض ذنبنا ال

منصوب إن رجاءنا المجزوم (9)

وخلاصة القول أن ابن نباتة كان من المولعين بالمدائح النبوية كأهل عصره، وله في ذلك قصائد بعضها جيد وبعضها ضعيف. ويجب أن نتذكر أن ابن نباتة كان من المفتونين بالمجون، وفي ديوانه مقطوعات كثيرة فيها دعارة وفسق، وفيها تزيين للإثم والغواية، وتلك اتجاهات نفسية توحي إلى من كان في مثل رقة حسه أن يفزع إلى الندم والمتاب، وكذلك نجد في مدائحه رقة المستغفر المنيب، ولا ينقض ذلك أن يكون شعره ضعيفا في الاستغفار والإنابة، فإن ذلك الضعف لا يرجع إلى قيمة الصدق في توبته، ولكنه يرجع إلى ضعف الشاعرية عند ابن نباتة، فلن نرى شعره في أصدق مواقفه أقوى من شعره في استغفاره وإنابته، وعودته إلى مدح الرسول من حين إلى حين تؤكد ميل نفسه إلى هذا الفن، وتدل على رغبته في الخلاص من آصار الذنوب.

ولا ننس النص على أن اهتمامه بمعارضة قصيدة كعب والإشارة إلى همزية حسان يدل على سيرورة تلك القصائد، وقربها من أذهان الناس، وعدها من أصول المدائح النبوية.

ولننص أيضا على أن جامع ديوان ابن نباتة رتبه على حروف المعجم، ورأى أن يجعل ما قيل في مدح الرسول رأس الباب؛ فالهمزية هي أولى القصائد في باب الهمزة، والرائية أولى القصائد في باب الراء، وهكذا، وفي ذلك ما يدل على منزلة المدائح النبوية في أنفس مصنفي الدواوين.

وأغرب ما لاحظناه أن ابن نباتة لم يشغل نفسه بمعارضة ميمية البوصيري، مع أنها كانت شغل الشعراء في ذلك الحين، فدل بذلك على أنه استقل عن الروح السائد في عصره بعض الاستقلال.

خاتمة الكتاب: قصة المولد النبوي

ناپیژندل شوی مخ