فبعث إليه بعبد المسيح بن حيان بن بقيلة فقال له: يا عبد المسيح هل عندك علم بما أريد أن أسألك عنه؟
فقال: يسألني الملك فإن كان عندي من علم أعلمته وإلا أعلمت بمن علمه عنده، فأخبره به، فقال: علمه عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له: سطيح.
قال: فاذهب إليه وسله وأخبرني بما يخبرك به.
فخرج عبد المسيح حتى قدم على سطيح وهو مشرف على الموت فسلم عليه وحياه تحية الملك فلم يجبه سطيح فأقبل يقول:
أصم أم يسمع غطريف اليمن ... أم فاز فازلم به شأو العنن
يا فاصل الخطة أعيت من ومن ... وكاشف الكربة في الوجه الغضن
إياك شيخ الحي من آل سنن ... وأمه من آل ذيب بن حجن
تحملني وجنا وتهوي بي وجن ... حتى أتى عاري الجآجئ والقطن
أصك مهم الناب صرار الأذن
فرفع سطيح رأسه إليه فقال:
عبد المسيح، يهوي إلى سطيح، وقد أوفى على الضريح، بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الإيوان، وخمود النيران، ورؤيا المربذان رأى إبلا صعابا تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة وانتشرت في بلاد فارس.
مخ ۱۳۸