فصل في ذكر خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام وأمارة
نبوته صلى الله عليه وسلم عند الراهب
8 - روى قراد أبو نوح أنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبي موسى رضي الله عنه قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم، ولا يلتفت.
قال: فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء [فأخذ] بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول الله رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين.
فقال له أشياخ قريش: ما علمك؟
قال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدون إلا لنبي، وإني أعرفه: خاتم النبوة أسفل من غضروف كتفيه مثل التفاحة.
ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل قال أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، قال: انظروا عليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه.
مخ ۱۲۰