235

ماثر سلطانيه

المآثر السلطانية

ژانرونه

وبالإضافة إلى هذا، ففى أيام توقف نائب الوزارة فى عسكران، عين فوج روسى مرة ثانية على مقرى، وبعد اطلاع نائب الوزارة على ادعائه بإخضاع وإفساد مقرى، وكان ظاهر هذا الادعاء وهذا الزعم جوابا غير صحيح وعذرا غير مقبول؛ لأن سماعه كان هكذا: قبل هذا كان فوج من روسيا قد تردد لمدة يومين بالمجى ء والذهاب إلى هناك [ص 234]، ومقرى هى من جملة قرى قراباغ، وبالفعل استقر الجنود فيها. وهذا الزعم والمزعوم لا محل له.

ولكن الصخرة التى صدمت أساس هذا السلام كانت هى تكليف طور مصوف وأمره:" بأنه بعد المصالحة مع هذه الدولة سوف أنقل الجيش من ناحية آخسقه وقارص إلى ناحية الروم [العثمانيين]، وينبغى ألا تمد [الدولة العثمانية] من طرف هذه الدولة (إيران) بأى وجه من الوجوه"، ونظرا لما كان من الشروط المؤكدة بين الدولة العلية والدولة العثمانية بأن يكونا متفقين فى السلم والحرب ولا يطالب أحد قط بالسلام دون الآخر، ونظرا لحفظ عهد واتفاق النواب نائب السلطنة على تلك الشروط والمبادئ فلم يقبل هذا السلام، وكلف القائم مقام بالرجوع، ورضى بالقضاء وتقديره واعتبر أن مخالفة الشرط والاتفاق عار على الدولة، وبناء على رفض نائب السلطنة، فقد ترك نائب الوزارة الهدنة لهذا السبب نفسه، وبدأ الاستعداد للعودة.

فسعى" طور مصوف" مرة ثانية إلى قاعدة التظاهر والمراءاة، فازاد عن الوصف فى الأدب والاحترام والإكرام والتوديع. ولو أنه كان يرغب أن يسلك معهم سلوك سليمان خان والى باش آتشوق، فلم يكن يفيد بسبب شجاعة غلمانه ومرافقيه توءمى الجلادة، بل إن المسألة أثمرت النتيجة على العكس.

مخ ۲۷۶