207

ماثر سلطانيه

المآثر السلطانية

ژانرونه

وفى حملة واحدة، خرجوا من الأطراف والجوانب وفى أيديهم الخناجر اللامعة والسيوف الناثرة للدم والبنادق الناثرة للنيران، واصطفوا على برج القلعة وحصنها مستعدين للمعركة ومنتظرين القتال. وقفلوا الشفاة عن الثرثرة والهمس، وقعدوا فى كمين العداوة بقصد صيدهم مثل الأسود المزمجرة [ص 204] إلى أن عبر الروس جميعهم من الخندق ووصلوا إلى موطئ جدران القلعة بآلات ومعدات فتح القلعة والسلالم التى فى قوة المجرة، وأحكموها من الجوانب على الجدران، وصعدوا إلى أعلى القلعة مثل الدخان، وبعد ذلك وضعوا أقدامهم على البرج، فأشعل أبطال الإسلام الشمع والمشاعل من كل جانب، وفتحوا ساعد القوة لصد الروس وطردهم، وعلى الرغم من أنه فى ذلك الوقت، قد طرأ على مزاج حسن خان القاجارى أعراض ألم شديد ولم يكن قادرا على الحركة، فإنه اعتمد أيضا على طالع نصر المطالع السلطانية وكان له الحراس المشغولون بأمر الحرب والقتال كما ينبغى، فقد وضع أساس الحرب أشرف خان الدماوندى أيضا مستظهرا بالتأييدات الإلهية فى ناحية الجدار التى كانت مهدمة من ضرب قذائف المدافع، وكان معه على تقى خان الإسترابادى وكلب على خان القاجارى وسائر القواد، وكان الغلمان حملة البنادق الخراسانيين وغلمان حملة بنادق خاصة النواب نائب السلطنة وسائر القواد وأفراد الجيش والجند القناصة (الصائدون للعدو) واقفين ففتحوا ساعد دحر العدو على الروس، فكان كل واحد من أبطال الروس كان يضع قدم جلادته على درجة السلم، كان يسقط على الأرض كالحمامة المذبوحة من ضرب رصاص القدر والقضاء المقصود، وصرخت فوهات البنادق الثعبانية من كل ناحية، وأعلن فى العالم عن اضطراب فوضى القيامة بسبب طلقات المدفعية: شعر [ترجمته]

سقط الروس جميعهم فى الدم والتراب ... والصدور مقطعة إربا إربا من الحراب

وأجساد الرجال ممزقة بالسيف الحاد ... جميعهم قطعا وفتاتا

انهارت من البرج كما المطر الشديد ... الرءوس والصدور والأقدام والرحل فى الخندق

فصارت بحيرة دماء من حفر الخنجر ... وجرى من جدران القلعة جدول دماء

من سيف الأبطال فى ذلك البعث ... وقد تبعثر القتلى فى الخندق والتراب

والخلاصة، أنه قتل ما يزيد عن ثلاثة ألاف شخص منهم، حيث كان منهم بولكونيك ومايور والقبطان" وافى سر" والباقى من الشباب الأبطال المشهورين، وقد أودعوا جميعهم إلى الفناء على يد مجاهدى الإسلام، وقد جرح وأصيب منهم ما يقدر بألفى شخص ولما رأى الباقون من السيف [ص 205] (الأحياء) ضياع أمرهم، انسحبوا إلى خنادقهم بمتعبيهم ومرضاهم، وانزووا فى زوايا الأسوار والخندق.

مخ ۲۴۸