192

ماثر سلطانيه

المآثر السلطانية

ژانرونه

فى أوائل شهر ربيع الثانى، ثار مسلمو إسلامبول وأصحاب جماعة الجند الجدد [الإنكشارية] على السلطان سليم خوندكار، الذى كان سلطانا طيبا، وقد ألقوا القبض عليه بهذه الحجة وهى بأنه كان قد أسس جيشا جديدا وبأنه كان يهتم اهتماما كاملا بنشر هذا الجيش والنظام، وعزلوا حضرته من السلطنة، ونصبوا حضرة السلطان مصطفى مكانه وهو ابن السلطان عبد الحميد خان الذى كان قد مكث لفترة فى زاوية الخمول، وأجلسوه على عرش الحكم، كما قبضوا على الحاج إبراهيم نظامى، الذى كان قد أسس هذا الجيش، مع جمع من رجال الدولة، وقتلوهم، وقاموا بتغيير وتبديل جمعا آخر من أمناء الدولة. ولم يكن حتى ذلك الوقت، قد انتشر هذا الخبر فى أرض الروم، وكان كدويتش بعد هزيمته من الجيش العثمانى، قد جهز مشاته مرة أخرى، ورفع راية الحرب تجاه قارص بنية المحاربة مع يوسف باشا، فسلك طريقه ناحية" شوره كل" بإيروان، وكان يوسف باشا قد اغتر فى ذلك الوقت بسبب هزيمة الروس التى كانت قد وقعت فى" آخر كلك آخسقه" فاستنبط النواب نائب السلطنة تعجله وتسرعه وهما الباعثان على اختلال الأمور، بسبب نخوته وغروره، فأعلن له فى عالم النصيحة بأن يسلك التأنى والاصطبار فى أمر محاربة الروس، ولا يتسرع، ولا يجهز أدوات الحرب، وأن يقوم بترتيب الجيش وباستمالة كل أمير ومحارب، وذلك حتى الوقت الذى تظهر فيه راية مزين العالم الأمير الفلك الوقار بعزم ثابت ورأى صحيح على تلك الحدود، وعندئذ يكون يوسف باشا مستعدا للعمل وجاهزا للحرب، وبالاتفاق والتحالف للجنود اللامعدوده لإيران والدولة العثمانية يقومون بصد ودفع الروس «1».

وقبضوا على حسين خان القائد [ص 189] الزائى وكداخان ومحمود خان التايمنى أخى بلنك بوش خان الجمشيدى وستة ألاف شخص آخرين المتبقين من طعمة السيف الظالم للروح وستة أو سبعة ألاف شخص أيضا، الذين كانوا يساوون مأتى شخص من عظماء وزعماء تلك الجماعة الشيطانية مثل عبد الغياث خان نوفل الزائى ابن أخى مدد خان الزائى والأخ الآخر لبلنك بوش خان الجمشيدى وبرخوردار خان إسحق الزائى. ووقعت فى يد المجاهدين المظفرين الغنائم والأموال اللامحصورة من الذهب والفضة والخيام والعتاد والخيل والبغال والجمال التى كالجبال وغير ذلك اللامعدود الذى يخشى المحاسب تعداده وإحصاءه وقد صار الجبل والوادى متلونا بدماء القتلى من (مكان) معركة الصراع والنزال وحتى بوابة هراة وتفرقت الأعداد الباقية من السيف وتطرقت النكبة والبوار عليهم وتعقب محمد خان القاجارى الفارين حتى بوابة هراة، وأقام حصنا فى مواجهة بوابة هراة ورفع إلى السماء راية محطم العدو. وكان الأمير فيروز قد أوصل نفسه مع شخصين أو ثلاثة فى منتصف الليل إلى هراة. فصار محاصرا ومتواريا فى القلعة بالنواح والحسرة، وسال دم القلب من عينيه على وجهه.

105 - بيان مقتل على باشا والى بغداد بالسيف الظالم للغلمان

ذوى الأصل السيئ، وجلوس سليمان باشا كهيا مكانه على وسادة حكومة بغداد

عندما وقعت فى السنة الماضية الأفعال والأعمال الشاذة بسبب الخسة والدناءة وعدم التجربة من على باشا والى بغداد بالنسبة لخدام وعمال الخاقان ذى المقام العالى، رجع قرين الهزيمة والانكسار على دار السلام بغداد، وتراجع أهاليها إلى الوراء.

مخ ۲۳۳