[ذكر طرف من أخبار التبابعة]
المراد بالعرش هنالك الملك، وببني هود يعرب بن يشجب بن قحطان بن عابر، وهو هود نبي الله -عليه السلام-، والتبابعة من ذرية هود كما أشار إليه السيد صارم الدين، فلنشير إلى طرف من ذكرهم على سبيل الاختصار، فنقول: إن تبعا يطلق على كل واحد من ملوك التبابعة، وتبع هذا المراد به الذي ذكره الله في قوله: {أهم خير أم قوم تبع }[الدخان:37]، وفي قوله تعالى: وقوم تبع (لما كذبوا الرسل أغرقناهم). قالوا: والمراد به هنا أسعد الكامل، ومن هنا اعتقد بعض الناس أنه نبي، لأن الله [تعالى] عده مع الأنبياء عند قصصهم، وقد ذكر قوم كل نبي قبله، ومن الناس من يقول، هو عبد صالح، وكثير من العلماء والصلحاء ترحم عليه، والتبابعة الذين دوخوا بلاد الأعاجم سبعون تبعا.
يدل على ذلك قول النعمان بن بشير الأنصاري في شعر إلى معاوية بن أبي سفيان:
لنا من بني قحطان سبعون تبعا
أطاعت لها بالخرج منها الأعاجم
وقول لبيد أيضا:
فإن تسألينا فيم نحن فإننا
غضافير من هذا الأنام المسجر
عبيد لحي حمير أن تملكوا
ويظلمنا عمال كسرى وقيصر
ونحن وهم ملك لحمير عنوة
وما لنا من سادة غير حمير
تبابعة سبعون من بعد تبع
توافوا جميعا أزهر بعد أزهر
وقال نشوان بن سعيد : هم ثمانون تبعا، في قصيدته اليائية المشهورة، قال فيها:
أباد الردى منهم ثمانين تبعا
تتابع في أقصى البلاد المغازيا
[إلى أن قال] :
فتلك ملوك الأرض بادت وأهلكت
ولم يبق منها حادث الدهر باقيا
وأضحوا جميعا بعد عز وقدرة
ترابا يطاه اليوم من كان واطيا
مخ ۱۵۲