قال المسعودي: واسم ملك الخزر خاقان، ومن رسمهم أن يكون في يدي ملك آخر هو وغيره في جوف قصر لا يعرف الركوب ولا الظهور للخاصة ولا للعامة، ولا الخروج من مسكنه، ومعه حرمه لا يأمر ولا ينهى، ولا يدير من أمر الملك شيئا، فإذا ناب أمر الخزر نائب، أو توجه إليهم حرب لغيرهم من الأمم يصعب عليهم دفعه تقدمت الخاصة والعامة إلى ملك الخزر؛ فقالوا له: قد تطيرنا بهذا الخاقان وبأيامه فاقتله، أو أسلمه إلينا نقتله، فربما قتله هو أو أسلمه إليهم، فقتلوه، وربما رق له فدافع عنه.
قال: وإنما ينصب خاقان هذا من بيت بأعيانهم أرى أن الملك كان فيهم، -والله أعلم-.
وثل عرش بني هود فليس لهم
على البسيطة من عين ولا أثر
كتبع وبنيه وابن ذي يزن
وذي رعين وذي بوس وذي بهر
ملوك صدق لها التيجان قد عقدت
وكللت بنفيس التبر والدرر
شادوا ظفارا وغمدانا وما برحت
لهم ببينون آثار وفي هكر
وناعط ثم صرواح ومأربهم
وقصر غيمان والبنيان من خمر
وفي ذرى تلقم بئر معطلة
لهم وقصر مشيد الصرح والحجر
فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم
صرعى من الموت لا صرعى من السكر
كأن ما سكنوا الدنيا ولا لبسوا
فيها نفيسا من الديباج والحبر
مخ ۱۵۱