وزارت ملوك الروم من آل قيصر
حوادث توهن الجبال الرواسيا وأما قول النعمان ولبيد سبعون، فلما لم تستقم لهما لفظ ثمانون في شعرهما ولربيع بن ضبع الفزاري، وكان قد عمر ثلاثمائة وخمسين سنة:
وغمدان إذ غمدان لا قصر مثله
زهاءا وتشييدا يحاذي الكواكبا
ومأرب إذ كانت وأملاك مأرب
توافي جباة الصين بالخرج مأ ربا
وأصحاب بينون وأصحاب ناعط
خلى ملكهم منهم وأصبح غاربا
وقل في ظفار يوم كانت وأهلها
يدينون قهرا شرقها والمغاربا
لهم كانت الدنيا جميعا بأسرها
تؤدي إليهم خرجها الروم دائبا
فمن ذا يرجى الملك من بعد حمير
ويأمن تكرار الردى والنوائبا
أولئك مأوى للنعيم كفاهم
ولكن وجدنا الشر للخير صاحبا
وقال نشوان بن سعيد في ذلك:
تتابع الأملاك من حمير
عدتهم سبعون لا تقصر
من ولد الرا ئش جمهورهم
من حمير الأصغر ما حمير
يا أيها السائل عن تبع
وتبع كالشمس بل أشهر
خير بني هود نبي الهدى
حيث انتهى السؤدد والمفخر
وقد ذكرتهم الشعراء بما يطول شرحه، ومن التبابعة: ذو نواس، واسمه زرعة بن عمرو بن زرعة،من ذرية أسعد الكامل، وذو نواس هو صاحب الأخدود، وسمي بهذا الاسم؛ لذؤابتين كانتا على رأسه، وكان السبب في تملكه أن ذاقيفان الملك الذي كان سيف عمرو بن معدي كرب له ، وكان اسمه الصمصامة، وفي ذلك يقول عمرو بن معدي كرب:
وسيف لابن ذي قيفان عندي
تخير نصله من عهد عاد
وكان ملك ذي قيفان تسع عشرة سنة.
مخ ۱۵۳