قال المسعودي: فالوزير في وقته من المسلمين، [ومن الشروط أنه متى كان لملك الخزر حرب مع المسلمين] وقفوا في عسكره منفردين من غيرهم لا يحاربون أهل ملتهم، ويحاربون معه سائر الناس من الكفار، وتركب معه في هذا الوقت -أعني وقت المسعودي- نحو من ستة آلاف ناشب بالجواشن، والجلود، والدروع، ومنهم رامحة أيضا على نحو ما في المسلمين من الآلات التي هي السلاح، ولهم قضاة مسلمون، لأن رسم مملكة الخزر أن يكون فيها سبعة قضاة: اثنان للمسلمين، واثنان للخزر يحكمون بحكم التوراة، واثنان لمن بهما من النصارى، والسابع للصقالبة والروسن وسائر الجاهلية، وهي قضايا عقلية، وإذا ورد ما لا علم[لهم] به في التوراة والإنجيل، وكانت نوازل عظاما اجتمعوا إلى قضاة المسلمين، فتحاكموا إليهم، وانقادوا لما توجبه شريعة الإسلام، وبهذه البلاد خلق كثير من المسلمين تجار وصناع وغيرهم طردوا إلى بلاده لعدله وأمنه، وله مسجد جامع، فيه منارة تشرف على قصر الملك، ولهم أيضا مساجد أخر فيها مكاتب لتعلم الصبيان القرآن، وإذا اتفق المسلمون ومن هناك من النصارى لم يكن للملك بهم طاقة.
مخ ۱۵۰