لباب په علومو کتاب کې
اللباب في علوم الكتاب
فصل في نون " نعبد "
قال ابن الخطيب - رحمه الله تعالى -: لقائل أن يقول: النون في قوله تعالى: " نعبد " إما أن تكون نون الجمع، أو نون العظمة، والأول باطل، لأن الشخص الواحد لا يكون جمعا، والثاني باطل أيضا؛ لأن عند أداء العبودية، اللائق بالإنسان أن يذكر نفسه بالعجز والذلة لا بالعظمة.
واعلم أنه يمكن الجواب عنه من وجوه:
أحدها: أن المراد من هذه النون نون الجمع، وهو تنبيه على أن الأولى بالإنسان، أن يؤدي الصلاة بالجماعة.
الثاني: أن الرجل إن كان يصلي في جماعة، فقوله: " نعبد " ، المراد منه ذلك الجمع، وإن كان يصلي وحده كان المراد أني أعبدك، والملائكة معي.
الثالث: أن المؤمنين إخوة، فلو قال: " إياك أعبد " كان قد ذكر عبادة نفسه، ولم يذكر عبادة غيره، أما إذا قال: " إياك نعبد " كان قد ذكر عبادة نفسه، وعبادة جميع المؤمنين شرقا وغربا.
[1.6]
اهد: صيغة أمر، ومعناها: الدعاء، فقيل معناه: أرشدنا.
وقال علي: وأبي بن كعب - رضي الله عنهما - ثبتنا؛ كما يقال للقائم: قم حتى أعود إليك، أي: دم على ما أنت عليه، وهذا الدعاء من المؤمنين مع كونهم على الهداية بمعنى التثبيت، وبمعنى طلب مزيد الهداية؛ لأن الألطاف والهدايات من الله - تعالى - لا تتناهى على مذهب أهل السنة.
قال ابن الخطيب - رحمه الله تعالى -: المراد من قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم } هو: أن يكون الإنسان معرضا عما سوى الله - تعالى - مقبلا بكلية قلبه وفكره وذكره على الله تعالى.
ناپیژندل شوی مخ