229

لباب په علومو کتاب کې

اللباب في علوم الكتاب

ایډیټر

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

خپرندوی

دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان

د ایډیشن شمېره

الأولى، 1419 هـ -1998م

وقال الآخر: [الطويل]

133 -

ونحن قتلنا الأسد أسد خفية ... فما شربوا بعدا على لذة خمرا

ومن البناء قوله تعالى: {لله الأمر من قبل ومن بعد} [الروم: 4] وزعم بعضهم أن «قبل» في الأصل وصف ناب عن موصوفه لزوما.

فإذا قلت: «قمت قبل زيد» فالتقدير: قمت [زمانا قبل زمان قيام زيد، فحذف هذا كله، وناب عنه قبل زيد] ، وفيه نظر لا يخفى على متأمله.

واعلم أن حكم «فوق وتحت وعلى وأول» حكم «قبل وبعد» فيما تقدم.

وقرىء: «بما أنزل إليك» مينيا للفاعل، وهو الله - تعالى - أو جبريل، وقرىء أيضا: «بما أنزل ليك» بتشديد اللام، وتوجيهه أن يكون سكن آخر الفعل كما يكنه الأخر في قوله: [الرمل]

134 -

إنما شعري ملح قد خلط بجلجلان ... بتسكين «خلط» ثم حذف همزة «إليك» ، فالتقى مثلان، فأدغم لامه.

و «بالأخرة» متعلق ب «يوقنون» ، و «يوقنون

» خبر عن «هم» ، وقدم المجرور؛ للاهتمام به كما قدم المنفق في قوله: {ومما رزقناهم ينفقون} [البقرة: 3] لذلك، وهذه جملة اسمية عطفت على الجملة الفعلية قبلها فهي صلة أيضا، ولكنه جاء بالجملة هنا من مبتدأ وخبر لخلاف: «ومما رزقناهم ينفقون» ؛ لأن وصفهم بالإيقان بالآخرة أوقع من وصفهم بالإنفاق من الرزق، فناسب التأكيد بمجيء الجملة الاسمية، أو لئلا يتكرر اللفظ لو قيل: «ومما رزقناكم هم ينفقون» .

والمراد من الآخرة: الدار الآخرة، وسميت الآخرة آخرة، لتأخرها وكونها بعد فناء الدنيا.

مخ ۳۰۰