228

لباب په علومو کتاب کې

اللباب في علوم الكتاب

ایډیټر

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

خپرندوی

دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان

د ایډیشن شمېره

الأولى، 1419 هـ -1998م

أصواتا مقطعة بهذا النظم المخصوص في جسم مخصوص، فيتلقفه جبريل - عليه السلام - ويخلق له علما ضروريا بأنه هو العبارة المؤدية لكعنى ذلك الكلام القديم.

فصل في معنى فلان آمن بكذا

قال ابن الخطيب: لا نزاع بين أصحابنا وبين المعتزلة في أن الإيمان إذا عدى ب «الباء» فالمراد منه التصديق.

فإذا قلنا: فلان آمن بكذا، فالمراد أنه صدق به، فلا يكون المراد منه أنه صام وصلى، فالمراد بالإيمان - هاهنا - التصديق، لكن لا بد معه من المعرفة؛ لأن الإيمان - هاهنا - خرج مخرج المدح، والمصدق مع الشك لا يأمن أن يكون كاذبا، فهو إلى الذم أقرب.

و «ما» الثانية وصلتها عطف «ما» الأولى قبلها، والكلام عليها وعلى صلتها كالكلام على «ما» التي قبلها، فتأمله.

واعلم أن قوله: «الذين يؤمنون بالغيب» عام يتناول كل من آمن بمحمد عليه الصلاة والسلام ، سواء كان قبل ذلك مؤمنا بموسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، أو لم يكن مؤمنا بهما، ثم ذكر بعد ذلك هذه الآية وهي قوله: {والذين يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك} [البقرة: 4] يعني: التوراة والإنجيل؛ لأن في هذا التخصيص مزيد تشريف لهم كما في قوله: {وملاائكته ورسله وجبريل وميكال} [البقرة: 98] ، ثم في تخصيص عبد الله بن سلام، وأمثاله بهذا التشريف ترغيب لأمثاله في الدين، فهذا هو السبب في ذكر هذا الخاص بعد ذكر العام.

و «من قبلك» متعلق ب «أنزل» ، و «من» لابتداء الغاية، و «قبل» ظرف زمان يقتضي التقدم، وهو نقيض «بعد» ، وكلاهما متى نكر، أو أضيف أعرب، ومتى قطع عن الإضافة لفظا، وأريدت معنى بني على الضم، فمن الإعراب قوله: [الوافر]

132 -

فساغ لي الشراب وكنت قبلا ... أكاد أغص بالماء القراح

مخ ۲۹۹