وقال عباس فجأة: أليس لديك صورة؟ أريد منك صورة.
وقال الأسطى جبر: ميعاد المدرسة يا أفندي!
وقالت إيفون: ليس معي الآن صورة. أحضرها لك في المرة القادمة.
ويقول عباس هامسا: فأعطيني الآن أي شيء منك، أريد تذكارا.
وعاد الأسطى جبر يقول في ضيق: ميعاد المدرسة يا إخواننا!
وأخرجت إيفون من جيبها منديلا وأعطته مسرعة إلى عباس، فاختطفه في لهفة وقبله ووضعه في جيبه الداخلي ، ثم نظر إليها: فكري في طريقة، أي طريقة. لا يهمك أن أتعب أو أخاطر بحياتي؛ فإني أريد أن ألقاك.
وصاح الأسطى جبر: المدرسة يا أفندي!
ونزل عباس من العربة وهو يقول: بعد باكر ...
وهمست إيفون والعربة تتحرك بها: مع السلامة.
وسمع عباس الهمسة، وظل واقفا يرقب العربة حتى أخفاها عنه الشارع الذي حادت به، ثم أخذ سمته إلى المدرسة يعدو إليها في نشوة عارمة لا ينسى أن يضع يده على الجيب الذي يحوي المنديل ويحتضنه إلى صدره كأنه بعض من صدره.
ناپیژندل شوی مخ