وذلك في صدر الإسلام، فكيف بمثل هذه الأيام، التي هي من أعلام النبوة، بتصديق مواعيد الله على لسان رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، من اغتراب الإسلام ، وتغيير الأعلام، واقتراب ظهور دينه الحنيف، وتجديد شرعه الشريف، بقيام خاتم الأئمة، ومقيم الحجة من أهل بيت نبيه، مهدي هذه الأمة، كاشف الظلمة، ومفرج الغمة؛ فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر /22 من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين، إنه على كل شيء قدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
هذا، واعلم أني قد استغنيت عن الإشارة إلى أحوال من تتصل بهم هذه الأسانيد المباركة، ممن قد تيسر بمن الله تعالى لنا في التحف الفاطمية، شرح الزلف الإمامية نفع الله تعالى بها ذكرهم.
أما الأئمة الكرام (ع)، فقد جمعتهم بفضل الله تعالى على التمام، واشتملت على أنسابهم على التحقيق، وجوامع مؤلفاتهم وكراماتهم، ولمع من أخبارهم، وأول درجة من أولادهم، وتعيين المجددين، والإشارة إلى ما ورد فيهم عن جدهم سيد المرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وعلى الأعيان من علماء أهل البيت وشيعتهم رضي الله عنهم إلى العصر، وسوى ذلك مما فتح الله تعالى به، على اختصارها، وقرب انتوالها؛ فيرجع إليها إن شاء الله ففيها كفاية وافية.
وما أشرت إليه من أحوال الرجال فهو علامة أنه لم يكن هنالك،
أو على وجه يكون أكمل من ذلك.
[حث النساخ على التصحيح]
وإني أوصي وآخذ على كل من نقل كتاب التحف وهذ المؤلف إن شاء الله تعالى وغيرهما أن يتحرى في التصحيح والمقابلة؛ فقد أبلغت الوسع في طلب الصحة، ولم أرسم شيئا بحمد الله تعالى إلا على ثقة وتحقيق، ووقوف على الأصول المأمونة المصونة.
ولقد عاب كثيرا من كتب الأصحاب ما اعتراها من الغلط وتغيير أهل النسخ، حتى كثر التحريف في الإعراب، والتصحيف للكلمات؛ والألفاظ قوالب المعاني.
وتقاعد المتأخرون عن البحث والتصحيح، حتى صار بعضها لاينتفع به ولا يمكن الوقوف فيه على أصل صحيح؛ إنا لله وإنا إليه راجعون.
فقد أكدت التوصية بهذا؛ لتتم الإفادة المقصودة إن شاء الله تعالى.
[إشارة إلى أمهات هذا الكتاب]
نعم، وقد تيسرت لنا بحمد الله تعالى أرفع الطرقات العالية، وأعمها /23 نفعا، وأعظمها جمعا.
مخ ۲۳