Book of Visits by Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah
كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية
ایډیټر
سيف الدين الكاتب
خپرندوی
دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر
روي عن عبد الله بن عمر: أنه كان إذا دخل المسجد قال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبت، ثم ينصرف.
وفي سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تتخذوا قبري عيداً وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم)).
وفي سنن سعيد بن منصور: أن عبد الله (١١) بن حسن بن حسين بن علي ابن أبي طالب، رأى رجلاً يختلف إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو عنده فقال: يا هذا! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تتخذوا قبري عيداً. وصلوا علي (١٢). فإن صلاتكم حيثما كنتم تبلغني)) فما أنت ورجل بالأندلس منه (١٣) إلا سواء.
وفي الصحيحين عن عائشة: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته: ((لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) يحذر ما فعلوا. ولولا ذلك لأبرز قبره (١٤) ولكن كره أن يتخذ مسجداً.
وهم دفنوه صلى الله عليه وسلم في حجرة (١٥) عائشة رضي الله عنها، خلاف ما اعتادوه من الدفن في الصحراء؛ لئلا يصلي أحد عند قبره ويتخذه مسجداً، فيتخذ قبره وثناً.
وكان الصحابة والتابعون - لما كانت الحجرة النبوية منفصلة عن
(١١) يورد المصنف هذه الرواية هنا عن عبد الله بن حسن. بينما يوردها بعد ذلك عن علي بن حسن. وهو الصواب. ولعله من سهو النساخ.
(١٢) صلوا علي: أي ادعوا الله بقولكم: اللهم صلّ على محمد قال تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ﴾
(١٣) منه: الضمير يعود على النبي لا على القبر.
(١٤) إبراز القبر: إظهاره، والإِبراز: الإِبانة.
(١٥) الحجرة: الغُرفة.
23