73

کفاح طیبه

كفاح طيبة

ژانرونه

وأرسل الملك ضابطا ليعرض على خصمه رغبته، فتوسط الرجل الميدان وصاح: أيها العدو، إن فرعون مصر يرغب في مبارزة القائد خنزر لتسوية حساب قديم.

فبرز له رجل من كتيبة خنزر: قل لمن تدعوه فرعون: إن القائد لا يحرم عدوا شرف الموت بسيفه!

فامتطى أحمس صهوة جواد كريم، ووضع السيف في حاملته والرمح في قرابه، ونخسه فعدا به إلى الميدان، ورأى عدوه ينطلق نحوه على جواد أشهب تياها فخورا يبدو جسمه كأنه كتلة جبارة من الجرانيت، فتدانيا رويدا رويدا حتى كاد رأسا جواديهما أن يتماسا، وعاين كل منهما خصمه، فلم يتمالك خنزر أن بدت على وجهه الدهشة وصاح بغرابة: رباه .. من أرى أمامي؟ أليس إسفينيس تاجر الأقزام واللآلئ؟ يا لها من دعابة ، أين تجارتك أيها التاجر إسفينيس؟

وكان أحمس ينظر إليه في هدوء وسكينة فقال له: انتهى إسفينيس أيها القائد خنزر، وليس لي من تجارة الآن سوى هذا ...

وأشار إلى سيفه، فملك خنزر عواطفه وسأله: فمن تكون إذن؟

فقال أحمس ببساطة وهدوء: أحمس فرعون مصر.

فضحك خنزر ضحكة عالية دوت في الميدان، وقال ساخرا: ومن الذي ولاك مصر وهذا ملكها يحمل التاج المزدوج الذي أهديته إليه ساجدا؟

فقال أحمس: ولاني الذي ولى آبائي وأجدادي من قبل، فاعلم أيها القائد أن الذي سيقاتلك هو حفيد سيكننرع!

فبدا الجد على وجه الحاكم وقال بهدوء: سيكننرع .. إني أذكر ذلك الرجل الذي قضى سوء حظه يوما أن يرغم على منازلتي، وإني أكاد أدرك كل شيء فاعذرني على بطء فهمي. فإننا معشر الهكسوس أبطال ميدان لا نحسن المكر ولا نعرف غير لغة السيف، أما أنتم معشر مدعي الملك من المصريين فتتخفون طويلا في ثياب التجار قبل أن تؤاتيكم شجاعتكم على ارتداء لباس الملوك .. فليكن ما تريد، ولكن هل ترغب في مبارزتي يا إسفينيس؟

فقال أحمس بحدة: فلنرتد من الثياب ما نشاء فهي ثيابنا أما أنتم فما تعلمتم ارتداء الثياب حتى آوتكم مصر، ولا تدعني إسفينيس ما دمت تعرف أني أحمس بن كاموس بن سيكننرع، أسرة عريقة في النبل والقدم انحدرت من صلب طيبة المجيدة، فلم تعرف التشرد في الصحاري ولا رعي القطعان، وإني لأرغب حقا في مبارزتك وإنه لشرف تكتسبه كي أؤدي دينا في عنقي نحو أجل إنسان عرفته طيبة!

ناپیژندل شوی مخ