Khilāṣat al-Mukhtaṣar wa-Naqāwat al-Mu‘taṣar
خلاصة المختصر ونقاوة المعتصر
ایډیټر
أمجد رشيد محمد علي
خپرندوی
دار المنهاج
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۲۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
جدة
ژانرونه
وقد بذل في ذلك جهده، لكنه لم يصرفْ رحمه الله همته إلى تحرير الكتاب وترتيبه وحَصْرِ مسائله وتبويبه كما قال الإمام الغزالي، الأمرُ الذي حدا بالغزالي إلى العمل على الاختصار من جديد صارفاً همته إلى تهذيب ((المختصر)) وترتيبه في أحسن ترتيب وأحكم تهذيب.
وقد وَصَفَ الغزاليُّ عملَه وعملَ الشيخ أبي محمد فقال في ديباجة ((الخلاصة)): (أستخيرُ الله تعالى في تحرير ((مختصرِ المُزَنِيِّ)) وترتيبه وتهذيبه وتبويبه... ولقد صنَّفَ الشيخُ الإمامُ أبو محمد الجويني والدُ أستاذي وإمامي إمام الحرمين قدس الله روحهما مختصراً من ((المختصر))، منقِّحاً له بحذف التطويل والإطناب، وطَرْح ما طوَّل به المزنيُّ الكتابَ والأبواب، بما أجراه في الأدلة والاعتراضات من الإسهاب، ولم يألُ فيما قصد من الاختصار جُهدَه، ولكنه جرَّد نحو مجرد الإيجاز قصدَه، وقَصَرَ على محض الاختصار نيتَه، ولم يصرفْ إلى الترتيب وحَصْرِ المسائل همتَه، فجاءت المسائلُ متبددةَ النظام كالدُّرِّ المنثورِ خارجةً عن الانضباط، تفتقرُ كلُّ واحدة الى أن تفردَ بالاحتفاظ والالتقاط، ومهما لم تُسرد المسائلُ المتبددةُ في سلك النظام.. استصعبت على الحفظ، وزلَّت عن الذهن، وطال الشغلُ والعناءُ في تحصیلھا أولاً، واستصحاب حفظها ثانياً) اهـ
فهذا حالُ ((مختصر المزني)) و((مختصره)) لأبي محمد الجويني، فالكتابانِ على جلالة قدرهما لا تخلو الاستفادةُ منهما من صعوبة ـــ كما أشار إليه الغزالي - مما دفع بالغزالي إلى إعادة النظر في ترتيب وتركيب ((المختصر)) لئلا ينصرفَ طلابُ العلم عن مطالعة ما فيه من مسائلَ منقولةٍ عن إمام المذهب، ويكون تشتيتُ مسائله وبُعدُ حصرها وترتيبها عن الذهن سبباً لانصرافهم عنه، فلذا شرع الغزالي رحمه الله بتحرير ((المختصر)) ليكون قريبَ الفائدة تُجْتنى ثمارُه، فقال: (فثنيتُ عنانَ العناية إلى
= محمد بن أحمد المصعبي (ت ٥٥٠ هـ)، والإمام أبو خلف عوض بن أحمد الشَّرْواني الشيرازي المتوفى بعد (٥٥٠هـ)، وشرحه أيضاً الإمام ابن طاهر كما وقع النقل عنه في الروضة (٢٢٢/٧) وغيرها. وانظر: الطبقات الكبرى (٢٠٩/٧، ٢٥٥) وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٣٢٦/١، ٣٢٨).
15