لكن جهلت مقالتي فعذلتني ... وعلمت أنك جاهل فعذرتكا
قال كثير من المفسرين عند قوله تعالى بسم الله: إن لفظ اسم يمكن أن يكون مقحمًا كما في قول لبيد وقد بلغ مائة وخمسة وأربعين سنة وهو القائل:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وسؤال هذا الناس كيف لبيد؟
ولما احتضر قال يخاطب ابنتيه
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر
فقوما وقولا بالذي تعلمانه ... ولا تخمشا وجهًا ولا تحلقا شعر
وقولا هو المرؤ الذي لا صديقه ... أضاع ولا خان الخليل ولا غدر
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولًا كاملًا فلقد عذر
ونازع في بعض فضلاء العربية وقال: لو جاز إقحام الاسم، لجاز أن يقول: ضربت اسم زيد وأكلت اسم الطعام ثم قال: والحق أن السلام اسم من أسماء الله تعالى والكلام إغراء والمعنى الزما اسم الله تعالى فكأنه قال عليكما بسم الله وتقدم المغرى به ورد في اللغة.
قال الراجز يا أيها الماتح دلوي دونكا أي دونك دلوي أو يقال: إن المراد اسم الله حفيظ عليكما كما يقول الناظر إلى شيء يعجبه: اسم الله عليه يعوذه بذلك من السوء. ملخص من حاشية السيوطي على البيضاوي.
قال في حياة الحيوان عند ذكر الحجل إن بعض مقدمي الأكراد حضر على سماط بعض الأمراء، وكان على السماط حجلتان مشويتان فنظر الكردي إليهما وضحك فسأله الأمير عن ذلك فقال: قطعت الطريق في عنفوان شبابي على تاجر، فلما أردت قتله تضرع فما أفاد تضرعه فلما رآني أقتله لا محالة التفت إلى حجلتين كانتا في الجبل، فقال: اشهدا عليه أنه قاتلي، فلما رأيت هاتين الحجلتين تذكرت حمقه، فقال الأمير قد شهدتا ثم أمر بضرب عنقه.
لبعضهم
إن الوجود وإن تعدد ظاهرًا ... وحياتكم ما فيه إلا أنتم
أنتم حقيقة كل موجود بدا ... ووجود هذي الكائنات توهم
في باطني من حبكم ما لو بدا ... أفتى بسفك دمي الذي لا يعلم
نعمتموني بالعذاب وحبذا ... صب بأنواع العذاب لينعم
لبعض أصحاب الشهود أظنه شيخ محيي الدين:
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي ... إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
فقد صار قلبي قابلًا كل صورة ... فمرعى لغزلان وديرًا لرهبان
وبيتًا لأوثان وكعبة طائف ... وألواح تورية وأوراق قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ... ركائبه أرسلت ديني وإيماني
غيره قال لي العاذل في حبه ... وقوله زور وبهتان
ما وجه من أحببته قبلة ... قلت ولا قولك قرآن
آخر
أعظم ما لاقيته ... من معضلات الزمن
وجه قبيح لامني ... في حب وجه حسن
البدر البشتكي
وقالوا يا قبيح الوجه تهوى ... مليحًا دونه السمر الرشاق
فقلت وهل أنا إلا أديب ... فكيف يفوتني هذا الطباق
النواجي
غالطني اللاحي على ... من هممت فيه وعذل
وقال يحكي وجهه ... بدر الدجى قلت أجل
في التضمين لبعضهم
إن كنت تعجز أن تفوه بوصفه ... حسنًا ومثلك من يفوق قريضه
سل عن سواد الشعر نرجس طرفه ... يخبرك بالليل الطويل مريضه
ابن الخراط
1 / 31