کاشف امین
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
ژانرونه
وأما المجوس: فمن قال منهم: إن إهرمن ويزدان فاعلان بالطبع، وإن إهرمن فاعل الشر كله بطبعه ويزدان فاعل الخير كله بطبعه، فيعلم بطلان قوله بما مر من إبطال قول أهل النور والظلمة، ومن قال منهم: إن يزدان فاعل بالإرادة والاختيار وإنه قادر عالم قديم كان الخوض معه في التسمية وفي إضافة خلق المضار كالحرشات والسموم ونحوها إلى غيره وهو إهرمن لأنه محدث، والمحدث لا يصح منه إيجاد الأجسام والقدرة والحياة ونحو ذلك من الأعراض الضروريات، ولأنا قد بينا فيما مر في إثبات الصانع أن فاعل جميع الأجسام والأعراض الضروريات هو الله تعالى لا غيره.
وبعد فقولهم: إن إهرمن حدث من فكرة يزدان الردية يستلزم حدوث يزدان إذ الفكرة لا تجوز إلى على المخلوق الضعيف، وقولهم: إنه حدث من عفونات الأرض. قول باطل، إذ لا دليل عليه، إذ قام الدليل على بطلانه، لأنهم إذا عنوا بيزدان الباري تعالى وإهرمن الشيطان لعنه الله تعالى، فقد قامت الأدلة على أن الله تعالى هو الخالق للشيطان لأنه من جملة العالم، والله تعالى خالق جميع العالم كما تقدم ولقوله تعالى حاكيا عن الشيطان: {رب فأنظرني إلى يوم يبعثون } [ص:79].
وأما النصارى: فإن كان التثليث عندهم كما حكاه أهل المقالات الذي مر نقله عنهم من: أنه تعالى واحد بالحقيقة ثلاثة بالإقنومية أقنوم الأب وهو الباري تعالى، وأقنوم الابن وهو الكلمة أو العلم، وأقنوم روح القدس وهو الحياة الفاضية بينهما. فهو ظاهر التناقض من حيث أنه إذا كان واحدا استحال أن يكون اثنين أو ثلاثة أو أكثر ولله القائل:
قل للذي يحسب من جهله .... أن النصارى يعرفون الحساب
لم صح ذا لم يجعلوا واحدا .... ثلاثة وهو خلاف الصواب؟
مخ ۳۴۳