کاشف امین
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
ژانرونه
الرد على الفرق المخالفة في أن الله تعالى لا ثاني له
تنبيه: اعلم أنه إذا تقررت الأدلة، وقد ثبت القول بأنه تعالى إله واحد لم نحتج إلى الاشتغال بإبطال كلام المخالفين لأن المسألة متى دارت بين نفي وإثبات لزم من ثبوت أحدهما نفي الآخر لأن ذلك شأن النقيضين، فإذا ثبت القول بأنه تعالى واحد بطل القول بإلهية غيره، لكن نزيد الكلام إيضاحا بأن نقول:
أما الثنوية: القائلون بالنور والظلمة، فيبطل قولهم بأن النور والظلمة محدثان يتضادان على الهواء يعدم أحدهما فيوجد الآخر، وما صح عليه العدم بعد وجوده والوجود بعد عدمه فلا شك في حدوثه، وبعد فقولهم إن النور فاعل الخير لطبعه ولا يقدر على الشر مع أنه ممدوح على ذلك، والظلمة فاعل للشر بطبعه ولا يقدر على الخير مع أنه مذموم على ذلك دعوى بلا برهان عليها، وكل دعوى بلا برهان عليها فلا شك في بطلانها.
وبعد فلم يكن النور فاعل الخير والظلمة فاعل الشر بأولى من العكس لأن الكل بالطبع، وكذلك كون النور ممدوحا والظلمة مذمومة إلا أن يكون من جهة أن النور ملائم للإنسان غير مستوحش منه والظلمة منافرة لطبعه مستوحش منها فأمر وراء ذلك، لأنهم يعلقون المدح والذم لما يصدر منهما من الأفعال لا باعتبار الملاءمة والمنافرة والوحشة وعدمها، اللهم إلا أن يقولوا: إن المدح للنور لأنه فاعل الخير والذم للظلمة لأنها فاعل الشر. فقد أبطلناه بأنه لم يكن النور فاعلا للخير ولا الظلمة فاعلة للشر بأولى من العكس.
مخ ۳۴۲