ومنها أننا لو فرضنا أنها قد بلغت العقلاء وفاة جدك محمد صلى الله عليه وآله قبل أن يختلف المسلمون في أن هل نص على أحد يقوم مقامه أم لا وإلا قد شاع أنه قال كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته أليس كان يعتقد كل عاقل بعيد المكان عن مدينته أنه ما مات إلا وقد نص على من يقوم مقامه في أمته فإنه ما هون بما يحتاج الناس من وصيته وترتيب سائس لرعيته فكيف جاز جحود ما سبق إلى فطرة العقول من كمال الرسول صلى الله عليه وآله وهو الذي يتلقاه الألباب بالقبول.
ومنها أنه لو سئل سائل القوم الذين كانوا يدعون على أنه ما نص على من يقوم مقامه في الأمة وقال لهم ما تقولون أنه لو نص على أحد كما يعتقده أهل العصمة هل كنتم تقبلون منه أو تعرضون عنه فلا بد أنهم يقولون إنهم كانوا يقبلون من نصه على من يقوم مقامه للعباد فإذا قالوا إنهم كانوا يقبلون فيقال لهم فعلى قولكم هذا يكون الذنب واللوم في كل ما وقع بترك النص من التفريق والعناد والفساد عليه أو على من أرسله على مقتضى قولكم الذي بعدتم فيه من العقل والسداد فهل بقي إلا أنه نص على من يقوم مقامه وركب الحجة على العباد وكان الذنب واللوم لمن خالف نصه من الأعداء والحساد.
ومنها أن يقال لمن زعم أن الأئمة عليهم السلام لا يحتاجون إلى العصمة هل تقبل عقولكم أن نبينا علم الله تعالى أنه يفتح في حياته قريات وحصونا صغيرة ويسلم على يديه نفوس يسيرة فيجعله الله جل جلاله معصوما ويريد الوحي إليه ويكلمه فيما يحتاج أمته إليه ثم يعلم أن بعد وفاته يحتاج الناس إلى رئيس يفتح
مخ ۳۹