بعض اللفظ فروى عنه انه قال الاله يقتضى والها والوالد لا بد له من مالوه والاسم غير المسمى والاصل في قولنا الله الاه ثم دخلت الالف واللام للتعريف فصار الاله فاسقطت الهمزه الثانية تخفيفا وجعلت اللامان لاما واحدة مشددة فقيل الله فاما التسمية له (بالرحمن الرحيم) فهو ان الرحمن مشتق من فعل الرحمة على سبيل المبالغة في الوصف لوقوعها في الفعل على حد لا يصح وقوعها عليه من أحد من الخلق وقد روى عن الباقر عليه السلام صحة ذلك فقال الرحمن لسائر الخلق الرحيم بالمؤمنين فكان أحد الاسمين مشتق من عموم الرحمة وهو الرحمن والاخر مشتق من خصوصها وهو الرحيم فاما تسميته (باللطيف) فيفيد اجتماع الحكمة والرحمة ونفوذ مراده إذا شاء وقوعه على الحتم بلطائفه التي يلطف بها لخلقه على العلم بمصالحهم وهذا معروف في اللسان تقول العرب فلان لطيف في امره وفلان لطيف في صنعته إذا ارادوا وصفه بالحكمة في تدبيره وأما (الخبير) فيفيد علمه بالاشياء على حقائقها وتبينه لها على اوصافها وأما (الكريم) فهو مشتق من فعل الكرم وهو التفضل بالنعم والصفح عن الذنوب والتطول بالمنن وأما (الجواد) فهو مشتق من الجود وهو التفضل كما ذكرناه في معنى الكرم غير ان لفظ الجود ابلغ في الوصف في معنى الكرم من لفظ كريم وأما (الغني) فيفيد القدرة على ما يريد من غير معين عليه وليس يستحق هذه السمة مع الله عزوجل على الحقيقة غيره ومن وصف من المخلوقين فعلى سبيل الاتساع وأما (السخي) فمعناه عند من حقق اطلاقه على الله سبحانه بذل النعم والتفضل بها وقد ابت جماعة من أهل التوحيد اطلاق السخاء على الله تعالى لانه لم ينقطع عذري بكتاب منزل ولا سنة متواترة ولا اجماع ولا اثر مستفيض جاء عن الصادقين عليهما السلام في تسمية تعالى بالسخاء وليس له معنى تدل عليه العقول وقد ذكر بعض أهل التوحيد العارفين باللغة انه ماخوذ السخاوة وهي الأرض الرخوة وقد ثبت ان الاسماء لا تؤخذ إلا سماعا فلهذا وقفت ولم اقدم وأما قولنا (رب) فهو ماخوذ من التربية ثم نقل الى الملك وقولنا (مالك) مشتق من الملك وجميع ما سوى هذا مما سمى الله تعالى به نفسه فصفات مفيدة لمعان
--- [ 22 ]
مخ ۲۱