ولا مفيدة امرا هو عليه (والصفة) قولنا قادر وعالم ونحو ذلك مما يدل على امور يكون الموصوف عليها فقولنا قادر يفيد جواز وقوع الفعل منه وقولنا عالم يفيد صحة وقوع الفعل المحكم منه فإن انكشف لنا الاعتبار عن خروج الموصوف عن هاتين الصفتين الى ضدهما حتى يتعذر وقوع الفعل منه ويستحيل حصول الفعل المحكم المتقن منه فما ذاك إلا لأن فيه معنيين حالين وهما القدرة والعلم وبوجودهما فيه صح منه فعل المحكم المتقن وهما عرضان متغايران وضداهما العجز والجهل ولا يكون هذا إلا والموصوف محدث وليس القدرة والعلم صفتين للقادر والعالم وإنما الصفة قول الواصف هذا قادر وعالم أو كتابته الدالة على ذلك وكذلك ليس السواد بصفة للاسود وإنما صفته قولنا هذا اسود ومن خالف في هذا فقد غلط إلا ان يقال ان العلم صفة للعالم والسواد صفة للاسود على وجه التوسع في الكلام فذلك جائز وان كشف لنا الاعتبار عن استحالة خروج الموصوف عما وصف به وبطلان وصفه بضده فما ذاك إلا لانها صفات نفسية ولهذا قلنا ان الله تعالى قادر عالم لنفسه وانه لا علم ولا قدرة في الحقيقة له لاستحالة خروجه من جواز وقوع الفعل المحكم المتقن منه فالمعاني التي دلت الصفات عليها هي ما استفدناه من حال الموصوف وقد ظنت المجبرة ان الصفة غير الوصف وقالوا ان الصفة معنى قائم بالموصوف والوصف هو قول الواصف وهذا فاسد والصفة هي الوصف وهما مصدران لفعل واحد تقول وصف يصف صفة ووصفا وهذا كالوهب والواهب والهبة والوعد والعدة تقول وهب يهب هبة ووهبا ووعد يعد عدة ووعدا (فصل) في معرفة اسماء الله تعالى وحقيقتها فاما اسماء الله تعالى كلها فعائدة الى الصفات لانها دالة على معان ومتضمنة لفوائد وليس فيها اسم يخلو من ذلك ويجرى مجرى اللقب إنما وضع على شخص تقع الاشارة إليه ليفرق بينه وبين ما شاركه في جنسه من الاشخاص المتماثلة ولما كان الله تعالى يجل عن المجانسة ويرتفع عن المماثلة استحال ان يكون في اسمائه لقب ووجب ان يكون جميعها مفيدا للمعانى كما تفيد الصفات فاما التسمية له تعالى بالله فانه يفيد من المعنى وله العباد إليه وتعلق نفوسهم به ورغبتهم عند الشدائد في ازالة المكروه إليه وقد روى عن الصادق عليه السلام في هذا المعنى مثل ما ذكرناه الحقيقة وان خالفه في
--- [ 21 ]
مخ ۲۰