والعدل الذي بينه وبين الخلق بذل النصيحة، وترك الخيانة فيما قل أو كثر، والإنصاف لهم بكل وجه، وترك الإساءة إلى كل أحد بقول أو فعل أو هم أو عزم.
وأما الإحسان، فهو أن تقوم بكل حق وجب عليك حتى لو كان لطير في ملكك، فلا تقصر في تعهده.
ويقال: الإحسان أن تقضي ما عليك من الحقوق، وأن لا تقتضي لك حقًا من أحد.
قوله: ﴿وإيتاء ذي القربى﴾ وهو صلة الأرحام. وقد اندرج تحت الإحسان ولكنه نبه عليه اهتمامًا به كما تقدم.
وقيل: إعطاؤهم على ما منعهم من الجود والجفاء والحسد.
و(الفحشاء) الزنا.
وقيل: ما شنعته ظاهرة من المعاصي.
وقيل: ما يوجب الحد في الدنيا والعذاب في الآخرة.
وقيل: المجاوز لحدود الله ﷿.
(والمنكر) الشرك. قاله مقاتل.
وقيل: ما توعد عليه بالنار- قاله عبد الله بن السائب.
وقيل: ما أنكره الشرع بالنهي عنه. وهو يعمر جميع المعاصي والرذائل والدناءات على اختلاف أنواعها.
وقيل: ما لا يوجب الحد في الدنيا لكن يوجب العذاب في الآخرة.
(والبغي) التطاول بالظلم والسعاية فيه.
وحقيقته تجاوز الحد وهو داخل في المنكر نبه عليه اهتمامًا باجتنابه- كما تقدم.
وجمع سبحانه في المأمور به والمنهي عنه بين ما يجب ويندب وما يحرم ويكره لاشتراك ذلك في قدر مشترك وهو الطلب في الأمر والترك في النهي ولما أمر تعالى بتلك الثلاث ونهى عن تلك الثلاث.
قال: ﴿يعظكم﴾ أي بما ذكر من أمر ونهي.
والمعنى ينبهكم أحسن تنبيه.
﴿لعلكم تذكرون﴾ أي تنتبهون لما أمرتم به ونهيتم عنه.
1 / 59