بين سبحانه أن ذكور المنافقين وإناثهم ليسوا من المؤمنين. كما قال تعالى: ﴿ويحلفون بالله إنَّهم لمنكم وما هم منكم﴾ بل بعضهم من بعض في الحكم والمنزلة والنفاق وقيل: أمرهم واحد بالاجتماع على النفاق. فهم على دين واحد متشابهون في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.
وليس المعنى على التبعيض حقيقة، لأن ذلك معلوم (فالمؤمن بالمؤمن يتقوى، والمنافق بالمنافق يتعاضد. والمنافق (لصاحبه) أس به قوامه وأصل به قيامه، يعينه على فساده، ويغمي عليه طريق رشاده) وصفهم- سبحانه- بخلاف أوصاف المؤمنين، وأنهم يأمرون بالمنكر وهو الكفر والمعاصي، وينهون عن المعروف وهو الإيمان والطاعات- كما سبق بيانه- والله أعلم).
قوله: ﴿ويقبضون أيديهم﴾ عبارة عن عدم الإنفاق في سبيل الله- تعالى- قاله الحسن.
وقيل: تركوه أمره حتى صار كالمنسي فصيرهم بمنزلة المنسي من ثوابه.
وقيل: عن الجهاد. وقال سفيان: عن رفع الأيدي في الدعاء، و(النسيان) - هنا- الترك قال قتادة تركوا طاعة الله ورسوله. ونسيهم أي تركهم من الخير. وأما من الشر فلم ينسهم.
وقوله: ﴿إن المنافقين هم الفاسقون﴾ أي هم الكاملون في الفسق الذي هز: التمرد في الكفر والانسلاخ من كل خير.
وللمنافق خمس خصال بنص القرآن: يأمر بالمنكر، وينهي عن المعروف، ولا يقوم إلى الصلاة إلا وهو كسلان، ويبخل بالزكاة، ويتخلف عن الجهاد إذا أمره الله، ويثبط غيره والله أعلم.
1 / 51