وقال تعالى- توبيخًا لقوم يجهلون، وتقريعًا لمن بعدهم يخلفون: ﴿لعن الَّذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون﴾.
وقال- عز من قائل- مخاطبًا كليمه موسى بن عمران، واصفًا لحبيبه المبعوث من عدنان حيث نوه بذكر صفاته الظاهرات: ﴿الَّذين يتَّبعون الرَّسول النَّبي الأمّيَّ الَّذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التَّوّراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلُّ لهم الطيِّبات﴾. وقال تعالى: ﴿ومن قوم موسى أمَّةٌ يهدون بالحق﴾.
وقال- سبحانه- منوهًا بنجاة الناهين عن المنكر من العذاب لعلهم يستبقون ﴿وإذ قالت أمَّةٌ منهم لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا قالوا معذرةً إلى ربِّكم ولعلَّهم يتَّقون فلمَّا نسوا ما ذكروا به أنجينا الَّذين ينهون عن السُّوء وأخذنا الَّذين ظلموا بعذاب بئس بما كانوا يفسقون﴾.
وقال- تعالى- مبينًا صفات المنافقين، ومعرفًا أخلاق الفاسقين، أنهم ينهون عن المعروف ويأمرون بالمنكر المألوف، فأراد- سبحانه- بذلك أن يخزيهم بقوله: ﴿المنافقون والمنافقات بعضهم مِّن بعضٍ يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم﴾.
ثم (جلَّى) - تعالى- أوصاف عباده المؤمنين والمؤمنات، وأوردها بأكمل المعاني، وأحسن العبارات، حيث افتتحها بالأمر بالمعروف، إذ كان المؤمن بها أجمل منعوت وموصوف. فقال من لا إله سواه: ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله﴾.
وقال- ﵎ في السورة التي ذكرنا فيها فضله ومنَّه: ﴿إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنَّ لهم الجنَّة﴾.
ثم ذكر- سبحانه- أوصاف هؤلاء السادة، ليبادر الفائزون إلى التحلي بها فينالوا مراده. فقال- وهو خير المحسنين-: ﴿التَّائبون العابدون الحامدون السَّائحون
1 / 30