الباب الأول: في فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان فرضيتهما وذم تارك ذلك وتأكيد الإثم على من صد عنه. قال الله تعالى وجل ذكره وتقدست أسماؤه التي عجز عن حصرها العالمون ﴿ولتكن منكم أمَّةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾. وقال تعالى إخبارًا عن هذه الأمة المحمدية بأنهم خير الأمم ﴿كنتم خير أمَّةٍ أخرجت للنَّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله﴾. وقال عز من قائل: ﴿ليسوا سواء من أهل الكتاب أمَّةٌ قائمةٌ يتلون آيات الله أنآء الَّليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الأخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسرعون في الخيرات وأولئك من الصَّالحين﴾. وقال تعالى: ﴿لا خير في كثير من نَّجواهم إلَّا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاح بين النَّاس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا﴾. وقال ﷾: ﴿يا أيُّها الَّذين آمنوا كونوا قوَّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين﴾. وقال جلت عظمته: ﴿يا أيُّها الَّذين آمنوا كونوا قوَّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنَّكم شنئان قومٍ على ألاَّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتَّقوا الله إنَّ الله خبير بما تعملون﴾.
وقال أصدق قائل: ﴿لولا ينهاهم الربَّانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون﴾.
وقال سبحانه- واصفًا لعباده القائمين لنصرة دينه، ومثنيًا عليهم بكل خير جسيم: ﴿يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم﴾.
1 / 29