وقد ذهب كثير من علماء ومفكري وكتاب السير والتاريخ إلى أن التشيع نشأ عقب وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، باعتقادهم أن الاختلاف في الإمامة هو أول خلاف وقع بين المسلمين فيمن من يتولى الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقع في حادثة السقيفة التي ظهرت فيها وجهات نظر الأنصار، بأن الله خصهم بالفضيلة والكرامة فرزقهم الإيمان حتى استقام الأمر لرسول الله بأسياف الأنصار، وقد عبر عن هذه الوجهة من النظر سعد بن عبادة زعيم الخزرج من الأنصار.
ووجهة نظر المهاجرين، بأنهم أوسط العرب نسبا، ولن تدين قبائل العرب إلا لقريش كما دانت لهم في الجاهلية، فالخلافة في قريش. وقد عبر عن هذا الرأي أبو بكر الصديق.
ووجهة نظر بني هاشم إذ احتجوا على المهاجرين والأنصار بالقربى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبنو هاشم أدنى الناس قرابة، فلا ينبغي لسلطان محمد أن يخرج من داره ما دام فيهم القارئ لكتاب الله الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقد عبر عن هذه الوجهة علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد وافقه عليها العباس بن عبد المطلب، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود، وسلمان الفارسي، وأبو ذكر الغفاري، وعمار بن ياسر، والبراء بن عازب.. وكثير من الصحابة.
وإذا ما تصفحنا كتب التاريخ والحديث نجد أن مرحلة بدء التشيع هي ناشئة من عمق الدين الإسلامي لا من اختلاف آراء وأقوال الصحابة عقب وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما هو واضح من أوامر الله تعالى في كتابه الكريم حيث يقول:{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا..}.
وكما هو مبين في أفعال وأقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال:((هذا وليكم من بعدي؛ اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)).
مخ ۱۶