وكنا في أثناء ذلك عرضنا على صاحب كوكبان الأمير علي بن شمس الدين بن الإمام شرف الدين(1) -عليه السلام- وأولاده لرحمهم من أهل البيت أن يجيبوا دعوة الحق ويسلكوا سبيل الصدق ويكفوا عن المسلمين بأسهم، ويمنعوا عن المؤمنين أذاهم فنرعى لهم الرحم، ونصون جانبهم الذي هو بمباينة الحق وأهله أمهد، وأقلناهم بعد النبذ إلى هؤلاء الظالمين نحو الشهر، وناصحناهم في السر والجهر، فأبوا إلا لزوم الضلال، وأن يكونوا ظهرا للمجرمين على من أمر الله بنصرته من الآل، وجدوا في نصر الظالمين واجتهدوا وقاموا وقعدوا، فأجرينا عليهم مثل حكمهم وأمرنا بجهادهم لضلالهم وظلمهم، وتلونا: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}[المجادلة:22].
ووجهنا إليهم جنود الهدى ونظمناهم لما شاقوا الله ورسوله في سلك العدا، فضرب الله عليهم كما ضرب على من أعانوهم الذلة، ورماه ورماهم بسهم القمأ والقلة[29/أ]، واستولت أجناد الحق على ديار الظالمين وأرضهم أجمع لم يبق غير مأخوذ صنعاء ومأخوذ كوكبان، وجنود الهدى محيطة بكل منهما من جهاته الأربع، والمسالك بمن الله وفضله منقطعة عنهما من كل مهيع، واليأس بحول الله وقوته قد حل بأهلها عن كل أمل ومطمع، شعر:
من حارب الرب التوت بحباله
من جر ذيل الكبرياء أباده
... ممن يحارب نقمة وبوار
مخ ۷۸