مثلي إلى أمثالها يجري(1) فأجاب المسلمون كثرهم الله دعوة الرشاد، ونفروا خفافا وثقالا رغبة في الجهاد، وبذلوا لله(1) جدهم وجهدهم في نكاية من سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وقدمنا أمامهم إخواننا وأولادنا وأخص الناس بنا فارقوا في الله الأوطان، وهجروا في مرضاته البلدان والأخدان، وقصدوا الظالمين إلى كل قرار ومكان، فأنعم الله علينا وعليهم وعلى الناس بقذف الر عب في قلوب أعدائهم في كل وجهة توجهوا إليها قبل الناس، فما توجهت أجناد الحق إلى قطر من الأقطار إلا انهزم عنهم أحزاب الضلال وولوا الأدبار، وتلقى أهل كل جهة أنصار الله بالطاعة والإقبال أسرع من السيل في الإنحدار، واستولوا على معظم حصونهم الكبار، وكانت كما وصف الله عز وجل: {هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا ياأولي الأبصار}[الحشر :2].
مخ ۷۷