فأما إذا جمع الله لنا خصال الخير، ويسر لنا أسباب الإستحقاق من خلوص النية وصدق الطوية والجهاد في سبيل رب العالمين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسيرة بالعدل، والقيام بالقسط وإجراء الشريعة مجاريها، وإنفاذ الأحكام الدينية بمقتضاها في رجل من أهل البيت -عليهم السلام- يجمع بين ذلك وبين حسن السياسة والنفاسة والرئاسة فيا حبذا، وكيف لنا بذا ولا نختار غيره إن شاء الله تعالى ولا نؤثر دونه بمعونة الله، فإن لأهل البيت -عليهم السلام- المزية على الناس في كل حال وهم سادة الخلق وخيرة ذو الجلال ولمعظم هذه الأمور وما أخذ الله سبحانه لمن يتولى مثلها وعليه من الشروط تأكدت البواعث على إرسال والدنا هذا السيد شمس الدين العلم العلامة الإمام حماه الله تعالى وقد ذكرنا للسيد مطاعن، والأصحاب رعاهم الله تعالى من ذلك جملا وأودعناهم من الحديث غرارا، والحق في ذلك كله لله والوثيقة له والحيطة لدينه عائذين بالله عز وجل من إثم ما تهدد به -صلى الله عليه وآله وسلم- في قوله: ((من ولى رجلا شيئا[184/أ] من أمور المسلمين وهو يعلم أن غيره أفضل منه فقد خان الله في أرضه))(1).
نسأل الله الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
بتاريخ غرة رجب سنة 1036ه(2) بمحروس شهارة حرسها الله تعالى بالإيمان وأهله آمين.
وبعد هذه صلح الحال من أهل صبيا(3) وأرسلوا خيلا للجهاد مع السيد العلامة هاشم بن حازم(4) والسيد التقي رحمهما الله بعد تثاقل.
ولما كان السيد التقي والسيد هاشم في مدينة الضحي(5) بعد وقعة زبيد بأيام.
مخ ۲۹۶