واعلموا عصمنا الله وإياكم عن الزيغ، ووفقنا جميعا للخير أنا لا نشح بالولاية على من فيه كفاية، ولا نرغب عمن يقوم بها حق قيامها من أهل الدين والنصحية لله وللمسلمين والهداية، وإنما يمنعنا عن التبادر [183/ب] إليها في حق من لم نخبره ونعرف أحواله، ونسبره(1) مراعات لله تعالى في عباده وحفظا لما أودعناه من الأمانة في بلاده واحتراما لقول أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة:" وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل فتكون في أموالهم نهمته، ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الخائف للدول فيتخذ قوما دون قوم ولا المرتشي في الحكم فيذهب في الحقوق ويقف بها دون المقاطع، ولا المعطل للسنة فتهلك الأمة.
نعم فلا نزال نستمد من الله المعونة ونتوخى من برأه الله عن هذه الخصال ونؤثره على غيره وإن كان بعيد النسب، فإنه قريب السبب، إلا ما تلجي إليه والعياذ بالله الضرورة، أو يحمل عليه تضييق الحادثة، فنجريه مجرى قول علي -عليه السلام-:" اللهم إني أبرأ إليك من معرة الجيش وسغبة المضطر أو كما قال".
مخ ۲۹۵