188

د ګوهرونو ښکلا په قرآنکريم کې د تفسير په باب

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

ژانرونه

وقوله تعالى: { إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون... } الآية: تنبيه على فضله سبحانه على هؤلاء القوم الذين تفضل عليهم بالنعم، وأمرهم بالجهاد، وألا يجعلوا الحول والقوة إلا له سبحانه؛ حسبما أمر جميع العالم بذلك، فلم يشكروا نعمته في جميع هذا، بل استبدوا وظنوا أن حولهم وسعيهم ينجيهم، وهذه الآية تحذير لسائر الناس من مثل هذا الفعل، أي: فيجب أن يشكر الناس فضله سبحانه؛ في إيجاده لهم، ورزقه إياهم، وهدايته بالأوامر والنواهي، فيكون منهم المبادرة إلى امتثالها، لا طلب الخروج عنها، وفي تخصيصه تعالى: «الأكثر» دلالة على أن الأقل الشاكر.

وقوله تعالى: { وقتلوا في سبيل الله... } الآية: الجمهور أن هذه الآية مخاطبة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بالقتال في سبيل الله، وهو الذي ينوى به أن تكون كلمة الله هي العليا؛ حسب الحديث.

وقال ابن عباس، والضحاك: الأمر بالقتال هو للذين أحيوا من بني إسرائيل، قال الطبري: ولا وجه لهذا القول، ثم قال تعالى: { من ذا الذي يقرض الله... } الآية: فدخل في ذلك المقاتل في سبيل الله، فإنه يقرض؛ رجاء ثواب الله؛ كما فعل عثمان في جيش العسرة، ويروى أن هذه الآية، لما نزلت،

" قال أبو الدحداح: يا رسول الله، أو إن الله يريد منا القرض؟ قال: «نعم، يا أبا الدحداح»، قال: فإني قد أقرضته حائطي لحائط فيه ستمائة نخلة، ثم جاء الحائط، وفيه أم الدحداح، فقال: اخرجي، فإني قد أقرضت ربي حائطي هذا، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«كم من عذق مذلل لأبي الدحداح في الجنة» ".

واستدعاء القرض؛ في هذه الآية وغيرها؛ إنما هو تأنيس وتقريب للأفهام، والله هو الغني الحميد.

قال ابن العربي في «أحكامه» وكنى الله عز وجل عن الفقير بنفسه العلية ترغيبا في الصدقة؛ كما كنى عن المريض، والجائع، والعاطش بنفسه المقدسة؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

" إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت، فلم تعدني، قال: يا رب، كيف أعودك، وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض، فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته، لوجدتني عنده، يا ابن آدم، استطعمتك، فلم تطعمني، قال: يا رب، كيف أطعمك، وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان، فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته، لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم، استسقيتك، فلم تسقني، قال: يا رب، كيف أسقيك، وأنت رب العالمين؟! قال: استسقاك عبدي فلان، فلم تسقه، أما إنك لو سقيته، وجدت ذلك عندي "

انتهى، واللفظ لصحيح مسلم، قال ابن العربي: وهذا كله خرج مخرج التشريف لمن كني عنه، وترغيبا لمن خوطب انتهى.

وقوله: { حسنا }: معناه: تطيب فيه النية، ويشبه أيضا أن تكون إشارة إلى كثرته وجودته.

وهذه الأضعاف الكثيرة إلى السبعمائة التي رويت، ويعطيها مثال السنبلة.

ناپیژندل شوی مخ