فإذا علم أن الله واحد أحد، وأنه مباين للأشياء كلها مخالف لها، غير مشاكل لما خلق، لا يحويه مكان، ولا يشغله شأن عن شان، وهو بالمرصاد كما قال سبحانه؛ وجب عليه أن يعلم أنه عدل لايجور، فإذا علم ذلك فقد أكمل معرفة ربه سبحانه.
فإن قال: فإنا نجد المعرفة بائنة من العقل، لا تدل على صفات الله، ولا يقف صاحبها عليها من غير تعريف ولا سؤال؟ فقال(1): إن المعرفة إنما هي تعليم من بعض لبعض، مستغنية بنفسها (كما هي)(2) غير محتاجة إلى العقل.
قيل له: فأخبرنا عمن عمل شيئا يجب على من أضافه إلى الله أن يكون ناسبا إلى الله الجور والظلم، وما يجب على من اعتقد ان يكون الله مشبها بخلقه؛ فقال بذلك واعتقده، هل يكون بالله عارفا، ولله موحدا؟! فإن قال: نعم، كفر. وإن قال: لا، قيل له: أفرأيت إن اختلفت عليه الأقاويل؟ وأمره قوم باعتقاد ما يلزمه به التشبيه والتجوير لربه، وأمره آخرون باعتقاد التوحيد والقول بالعدل، والتبس عليه أمره، وعمي عليه رشده؛ ما الذي يجب عليه في ذلك؟
مخ ۷۹۵