حديثا وقديما وآخرهم عبدالباقي الشهير (1) في مستهل قصيدة له :
أنت العلي الذي فوق العلى رفعا
ببطن مكة وسط البيت قد وضعا
وهي منقبة لم يشاركه فيها أحد في الاسلام ، وقد ذكروا أن مريم عليها السلام لما جائها المخاض بعيسى عليه السلام آوت الى بيت المقدس لتضعه فيه ، فنوديت اخرجي يا مريم فهذا بيت العبادة لابيت الولادة ، وفاطمة بنت أسد لما أحست بالطلق وهي في الكعبة اسندت أبوابها ولم تقدر على الخروج حتى وضعت عليا سلام الله عليه. لعل في هذه الحادثة الغريبة أسرارا ورموزا أجلها وأجلاها أن الله سبحانه كأنه يقول : أيها الكعبة انى سأطهرك من رجس الاوثان ، والانصاب والازلام بهذا المولود فيك ، وهكذا كان فان النبي صلى الله عليه وآله دخلها عام الفتح والاصنام معلقة على جدرانها ولكل قبيلة من قبائل العرب صنم ، فأصعد عليا عليه السلام على منكبه وصار يحطمها ويرمى بها الى الارض ؛ والنبي صلى الله عليه وآله يقول : جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا (2)، وقد نظم الشافعي هذه الفضيلة بأبيات تنسب له ؛ يقول في آخرها :
مخ ۳۴