وذلك أن جنس الحس غير جنس الألوان، وغير جنس الطعوم، وغير جنس الروائح. وبالجملة: غير جنس جميع ما فى الأجسام.
فقد وجب أنه لا يمكن أن يحدث الجسم الحساس لا من أجرام لا تتجزأ، ولا من النار، والأرض، والماء، والهواء، بعد أن تكون باقية على حالها لم تتغير عن طبائعها التى كانت عليها.
فقد وجب ضرورة أن يكون حدوث الشىء الذى من شأنه أن يحس إما من استقصات أول حساسة، وإما عن استقصات — وإن كانت غير حساسة — إلا أن من شأنها أن تتغير، وأن تستحيل.
فهذا مما يتبين لك به أن الاستقصات لا محالة أكثر من واحد ، وأنها قابلة للتأثير.
وليس يتبين به بعد هل حدوث الجسم الحساس يكون عن استقصات أول حساسة كلها، أو غير حساسة.
وذلك أنه يجوز أن يكون الأمران جميعا ممكنين.
إلا أنه يدلك على أن بعض الاسطقسات غير حساس ما ترى من أن بعض الأجسام المركبة أيضا غير حساس.
مخ ۳۵