ولا فرق بين أن يقال: إن النار، والماء، والهواء، والأرض متى ائتلفت، واجتمعت، حدث عنها جسم حساس، وبين أن يقال كما قال القوم الذين ذكروا قبل هؤلاء فى الأجرام التى لا تتجزأ.
وذلك أنه ليس يمكن أن تكون الاستقصات التى هى باقية على حالها لا تقبل التأثير إذا اجتمعت عدة كثيرة منها لا حس فيها حدث عنها جسم واحد حساس.
وذلك لأنا قد بينا أنه ليس يمكن أن يلحق الأشياء — إذا ركبت — عن تركيبها شىء يخالف فى الجنس أصلا لما كان فيها قبل أن تتركب.
والحس شىء مخالف فى الجنس أصلا للشكل، والثقل، والصلابة التى كانت موجودة فى الأجرام التى لا تتجزأ.
وكذلك أيضا الحس فإنه مخالف فى الجنس لتلك الأشياء الأخر التى كانت موجودة فى النار، والأرض، والهواء، والماء.
مخ ۳۴