============================================================
هذا كونوا مع ربكم عز وجل موافقين لإرادته إن جوعكم فاصبروا بطيية من قلوبكم، وإن أشبعكم فاشكروا، هو أعرف بمصالحكم ما عنده بخل ولا قلة.
حكي أن سبعين نبيا مدفونون بين الملتزم والمقام قتلهم الجوع والقمل، أما كان في ملكته ما يشبعهم به؟ غير آنه اختار لهم ذلك. ورضيه لهم. وفعل ذلك بهم رفعة هم لا لهوانهم عليه، بل هوان الدنيا عليه. هذا العبد إراده دون غيره من المخلوقات تحبس عنه إرادته، ويحجب بينه وبين الأشياء؛ لتذوب نفسه وتخمد ثائرة طبعه، وتستتقل ورحه المقام مع الدنيا، وتشتاق إلى الآخرة التي فيها ربه (178/ب] عز وجل، فيتمنى الموت ويستطيبه ( حتى يلحق بربه عز وجل، هذا هو الأغلب والأعم، وأما النادر فهو آحاد وأفراد من خلقه، خلقهم لمعنى آخر خارج العد والعادة لأمر يعلمه خلقهم لصحبته ونيابته وسفارته ودلالة خلقه عليه، يسيرهم في الشرق والغرب والبحر، يخاطبون الخلق بألسنتهم، جعلهم أبوابه؛ فهم لا يتمنون الحياة ولا الموت. هم فانون فيه عن إرادتهم، ماتت إرادتهم، واطمأنت نفوسهم، وانكسرت آهويتهم وانخمدت نيران طباعهم، وانهزمت شياطيتهم، وذلت الدنيا لهم. ولم يبق ها عليهم سبيل، فهم نادر من كل نادر نزاع العشائر(4)، محبوا الحق عز وجل وموادوه من خلقه.
يا قوم إن لم تكونوا محبين فاخدموا المحبين، إقربوا من المحبين، أحبوا المحبين، احسنوا الظن في المحبين.
19/] سأله / سائل: نرى المحبة أول الأمر اضطرار وفي آخره اختيارا! فقال: المحبة تأتي اضطرارا واختيارا. اضطرارا لآحاد أفراد ينظر الحق عزوجل إليهم فيحبهم، وينقلهم من شييء إلى شييء في لحظة واحدة، ما يريد [أن) يحبهم بعد سنين [بل] يبهم في ساعة واحدة فيحبونه ضرورة بلا تأخير، بلا تقدمة، بلا تدريج، بلا ممر زمان: (8) راجع ص 672.
مخ ۱۹۰