============================================================
عليه. يا كاذبين، الصادق لا زور له، الصادق لا يرجع، الصادق أمام بلا وراء، صدق بلا كذب، قول وعمل، دعوى وبينة. ما يرجع عن محبوبه لسهام تأتيه منه، بل يتلقاها بصدره، حبك للشيء يعمي ويصم، من علم ما يطلب هان عليه /1/1771] ما يبذل، المحب الصادق في محبته أبدا يقتحم الأخطار في طلب محبوبه، لو كان بن يديه نار غاص فيها، بهجم على ما لا يتجاسر عليه غيره. صدقه يحمله على ذلك محبته وقلة صبره عن محبوبه تحمله على ذلك. البلايا تظهر وتميز بين الصادق والكاذب. ما أحسن ما قال بعضهم: (وفي حالة السخط لا في الرضا يبين المحب من المبغض). البلايا والآفات تظهر الإيمان والإيقان، والمعرفة والعلم تميز بين اللب والقشر. المواقق فيها لب، والمنازع قشر. الموافق لربه عز وجل ينقشر الخلق عن قلبه فيبقى لبا بلا قشر. من قوي توحيده وتوكله ورؤيته بعين اليقين لا يرجع عن طريق الحق عزوجل، ولا يهرب من بابه. لا يزال على قدم الصدق والاستقامة. المحبون لربهم/ عز وجل يتمنون أنهم لا يرون الدنيا والآخرة، (177/ ب] ولا الإنس والجن ولا الملك. يتمنون أن لا يروا بعيونهم أحدا ولا تراهم عين أحد. كالمحب إذا ظفر بمحبوبه، يحب أن لا تراه حيطان خلوته، ولا باب بيته، حب أن لا تراه الماشطة ولا الوالدة(1)، يحبونه دون غيره. يريدون وجهه دون الدنيا والآخرة، دون العطاء والحمد والثناء. فهم نادر من كل نادر. أنتم تحبون أنفسكم وشهواتكم ولذاتكم ووجوه مستحسناتكم، إذا لا تفلحون، ولا ترون وجه قرب ربكم عز وجل. ما أكثر همكم بالأكل والشرب واللبس والنكاح، أكثر حديثكم في هذا حتى وقت قعودكم في مساجدكم التي هي بيوت ذكر الحق عزوجل، المساجد تفرح بالذاكرين لله عز وجل، وتمقت الذاكرين) لغيره. (1/178] ما أكثر ما تخافون من الجوع والفقر. لو كان لكم يقين ما تفكرتم في مثل (7) الماشطة: هي التي تحسن المشط وحرفتها المشاطة.
والماشطة والوالدة: كناية حن الملازمة والقرب الدائم للإنسان ومحبتها له
مخ ۱۸۹