143

جابر بن حیان

جابر بن حيان

ژانرونه

لا مركبين، فلا انفعال لهما - لأن البسيط غير المركب غير قابل للتغير - فإذا كانا لا انفعال لهما فلا تركيب منهما، وإذا كانا لا تركيب منهما فلا مزاج منهما، وإذا كانا لا مزاج منهما - وليس سواهما شيء - فلا مزاج البتة، أي أن المزاج يكون معدوما، مع أن العالم بما فيه مزاج؛ وبهذا يكون العالم معدوما مع أنه موجود، فكأننا نقول إن المعدوم موجود. وهو محال. (ج)

وإذا كان أحدهما مركبا والآخر لا مركبا، وجب في المركب ما قد أسلفنا ذكره في حالة أن يكون الكونان مركبين، ووجب في اللامركب إما أن يكون هو الذي ركب المركب وإما لا يكون: (1)

فإن كان هو الذي ركبه - وإذا لم يكن هناك غيرهما - فالمركب محدث، والمركب أزلي، وإذن فالأزلي واحد وبطل القول إنه اثنان. (2)

وإن لم يكن هو الذي ركب المركب - وإذا لم يكن هناك غيرهما - كان المركب هو الذي ركب ذاته، ولا يخلو الأمر من أن يكون ركب ذاته بصفة كونه موجودا، أو أن يكون ركبها بصفة كونه معدوما: (أ)

فإن كان ركبها بصفته موجودا، إذن فقد كان موجودا قبل أن يركب ذاته، فلا معنى لتركيبها. (ب)

وإن كان ركب ذاته وهو غير موجود، كان معنى ذلك أن ما هو غير موجود ذات، والذات هي ذات ذلك المعدوم. وهو محال. (ج)

أو يكون كل واحد منهما مركبا لا مركبا - أو أحدهما كذلك - فأيما كان منهما كذلك فلا يخلو من أن يكون كذلك بالكم أو بالزمان (أي أنه يكون كذلك إما دفعة واحدة، وإما على وقتين متعاقبين؛ فآنا هو مركب وآنا هو غير مركب): (1)

فإن كان كذلك بالكم (أي أن بعضه مركب وبعضه الآخر غير مركب) وجب في بعضه المركب ما وجب في الكل المركب (وقد أسلفنا ذلك) ووجب في بعضه اللامركب ما وجب في الكل اللامركب (وقد أسلفنا ذلك أيضا). (2)

أما إن كان كذلك بالزمان (أي أنه آنا مركب وآنا غير مركب) كان معنى ذلك أن شيئا أزليا هو أسبق من شيء أزلي آخر. وهو محال.

13

ناپیژندل شوی مخ