وإما - ه - كل واحد منهما أو أحدهما لا جوهرا ولا عرضا لكنهما لو كانا: (أ)
جوهرين بلا أعراض، وجب أن تكون الأعراض محدثة ؛ إذ هي موجودة، وإن كانت موجودة محدثة، فلا يخلو الأحداث من أن يكون نابعا من الجوهرين أو صادرا عن غيرهما.
فإن كان من غيرهما، فقد أصبحت الأصول ثلاثة أو أكثر - وفي الأصول الثلاثة ما في الاثنين من تناقض - وإن كان الأحدث منهما، فيكون فيهما ما ليس فيهما؛ إذ المحدثات أعراض، وهما جوهران بلا أعراض - وإذن فافتراض وجود جوهرين افتراض فاسد، والحق واحد. (ب)
ولو كانا عرضين، فالعرض لا يقوم إلا في غيره، وكل ما لم يقم إلا في غيره، وكان غيرها هذا معدوما فهو أيضا معدوم؛ إذن فالعرضان الأولان معدومان؛ لكننا فرضنا أنهما وجودان، فكأننا وصفنا المعدوم بالوجود، وهو من أشنع المحال. (ج)
ولو كان أحدهما جوهرا والآخر عرضا، فالعرض لا يقوم بذاته، ويحتاج إلى غيره ليكون قوامه به؛ ولا بد أن يكون غيره هذا جوهرا، وإذن يكون في الأصل جوهران وعرض وفي ذلك من التناقض ما أوضحناه في «أ». (د)
ولو كان كل واحد منهما أو أحدهما جوهرا وعرضا، لكان - بحكم كونه عرضا - متناهيا محدثا؛ وهو مما يتنافى مع كونه جوهرا. (ه)
ولو كان كل واحد منهما أو أحدهما لا جوهرا ولا عرضا، لكان ذلك محالا؛ لأن جميع المقولات إما جواهر وإما أعراض؛ فإذا فرضنا أنهما من المحسوسات وليسا من المقولات، كانا معدومين، لكننا فرضنا أنهما موجودان، فكأننا فرضنا أنهما موجودان معدومان معا، وهو من أشنع المحال.
6
الحركة والسكون
إذا فرضنا أن ثمة وجودين لا وجودا واحدا، فلا يخلو هذان الوجودان من أن يكونا:
ناپیژندل شوی مخ