(1) الفلسفة وقواعدها
كان جابر بن حيان فيلسوفا يصطنع جدل الفلاسفة، بالإضافة إلى كونه عالما يؤسس علمه على مشاهدات وتجارب؛ وهو يصرح بما يفيد أن مثله الأعلى من بين الفلاسفة الأقدمين هو سقراط؛ إذ يصفه بأنه: «أبو الفلاسفة وسيدها كلها».
1
كما يقول عنه في موضع آخر:
2
إنه مثال الإنسان المعتدل، مع تعريفه للشخص المعتدل بأنه هو الذي يستخرج الأشياء بطبعه، ويقع له العلم بالبديهة في أول وهلة.
إن جابرا ليؤمن بقيمة الفلسفة إيمانا يجعل الفلسفة عنده شرطا لا مندوحة عنه لارتقاء الإنسان في مدارج العقل، حتى لتختلط عند جابر طائفة الفلاسفة بطائفة الأنبياء، فهؤلاء من أولئك وأولئك من هؤلاء؛ يقول: «إنه ليس براق من أغفل صناعة الفلسفة، ولكنه راسب مضمحل إلى أسفل دائما.»
3
وكذلك يقول: «إن الشرع الأول إنما هو للفلاسفة فقط؛ إذ كان أكثر الفلاسفة أنبياء؛ كنوح وإدريس وفوثاغورس وثاليس القديم، وعلى مثل ذلك إلى الإسكندر.»
4
ناپیژندل شوی مخ