132

جابر بن حیان

جابر بن حيان

ژانرونه

48

وأحسب أن عالمنا جابر بن حيان هو من هؤلاء.

49 (6)

وطائفة ترى أنه يكون باستخدام دم الجنس المراد التكوين على مثاله.

50

ويفيض جابر القول في صنوف الحيوان كيف تصنع، مما لا نرى موجبا لذكره مفصلا؛ وحسبنا أن نشير إلى أن التقسيم الرباعي هو دائما أساس الصناعة عنده؛ فالحيوان - كغيره من الكائنات - منه ما تغلب عليه الحرارة ومنه ما تغلب عليه البرودة؛ فما تغلب عليه الحرارة يكون ذكيا سريعا، وما تغلب عليه البرودة يكون بطيئا بليدا؛ ويمكن تصنيف الحيوان على الفئات الأربع المعروفة: النار والهواء والماء والأرض؛ فمنها ما هو في طبيعته أقرب إلى طبيعة النار، ومنها ما هو أقرب إلى طبيعة الهواء، وهلم جرا.

ويهمنا الإنسان من بقية الحيوان، فهو - على وجه الإجمال - من صنوف الحيوان التي تندرج تحت طبيعة الهواء؛ ففيه عقل ونفس وبدن، بالعقل يفهم، وبالنفس يتحلى بصفات مثل الكرم والبخل والعلم والجهل وما إلى ذلك، وأما البدن فهو مصنوع من العناصر الأربعة المعروفة. ولما كانت الجوانب المميزة للإنسان مقرها الدماغ، كان الأصل الذي منه يتكون هو الدماغ؛ والدماغ ثلاثة أقسام: قسم للخيال، وقسم للفكر، وقسم للتذكر.

51

ويضع جابر قاعدة عامة لتكوين الحيوان وانحلاله، وهي: «أن ما يتولد من شيء ما، يكون هذا الشيء قوامه»؛ فلو وضع في طبيعة تضاد طبيعته هلك. ويتناول جابر عددا كبيرا من صنوف الحيوان فيصف لكل حيوان أنسب ظروف لتوليده؛ فالحيات تتولد من الشعر الموضوع في زجاج؛ والعقارب من التراب وعكر الدبس؛ والزنابير من اللحم كثير التخريم، أعني اللحم الميت، والدود من اللحم الذبيح، والبق من ثخين الخل، والذباب من الأشياء الحلوة، وهكذا ... ملاحظات يجمعها جابر، ولو كان أدق تحليلا لملاحظاته، لرد هذه الظروف التي يتولد فيها هذا الحيوان أو ذاك إلى عواملها الأولية؛ فكأني به قد اكتفى بتسجيل المشاهدات الشعبية السائدة بين عامة الناس، فلم يتميز منهم بدقة العلماء.

جدل الفيلسوف

ناپیژندل شوی مخ