وكان القاضي الشافعي شرف الدين يحيى المناوي، يغض من ناظر الخاص، الجمال يوسف بن كاتب جكم، ويصرح باستنقاصه في المجالس، وكان يمالئه على ذلك الشرف الأنصاري، وكان الجمال المذكور أعقل القبط، بل وجميع المباشرين، فاستمر ساكتا، يترقب الفرص، حتى ظفر للأنصاري بعورة فظيعة، تضع منه؛ وذلك أن السلطان كان خطب خوند بنت الملك الظاهر ططر، فامتنعت من زواجه، ولم يجسر بعد ذلك أحد على خطبتها، وكان الأنصاري، ينسب إلى معاشرتها، ثم إنه تورع في رمضان هذه السنة، فتزوجها سرا، فلم يخف ذلك، فلم يزل ناظر الخاص يحتال بأعوانه، حتى أعلم السلطان ذلك، فسأل الأنصاري عنه، فأنكر، وقال: كل امرأة لي سوى فلانة - لامرأة غيرها - طالق فطلقت بنت ططر، وكأنها كانت تحبه، فلما بلغها ذلك عزمت على شكواه إلى السلطان، وسمع هو ذلك، وسلط عليه ناظر الخاص من سعى في وظائفه، فسعى يوسف شاهن معلم البنائين في نظر جامع عمرو، وقواليح بن العفيف، رئيس الأطباء في نظر المرستان، وغيره في غير ذلك، فاشتغل بهمة، وكن هو الذي يتعصب للشافعي، وحسن للسلطان أن يعطى
أوقاف دمياط:
نظر الأوقاف بدمياط لنائبها بيغوت في أواخر العشر الأوسط، من ذي الحجة، فلم يزل الشافعي يحتال إلى [أن] نزل السلطان عن مراده درجة، وذلك أنه بادر إلى عزل قاضي دمياط، أبى البقاء بن كميل، وسأل أن يرسم، بأن لا يكشف النائب عن الأوقاف، ولا يتكلم في شيء منها، إلى أن يحضر إلى دمياط، القاضي الذي سيوليه، فأجيب وكتب له مرسوم بذلك، وجهز مع ساع في يوم السبت ثاني عشري ذي الحجة، وهو استنزال لطيف.
وهو الذي اليوم وصل الجمال الباعوني قاضي الشافعية بدمشق.
وفي هذا الحد وصل أسنباي، رسول السلطان إلى ابن عثمان.
مخ ۱۶۸