وفي ليلة الثلاثاء رابع ذي الحجة، سنة خمس وخمسين مات قاضي القضاة بدر الدين محمود العيني الحنفي بالقاهرة، عن نيف وتسعين سنة، وصلى عليه قاضي الشافعية الشرف يحيى المناوي بجامع الأزهر، ودفن بمدرسته، بجوار بيته، أمام الجامع، وخلف ولدا جاهلا، فأخذ تدريسه للحديث بالمؤيدية، التقي عبد الرحمن بن القطب القرقشندي، بواسطة أزبك صهر السلطان، وجوهر الساقي رأي نوبة الطواشية، وكان له في الجوالي عشرة دراهم فضة ونيف، بمائتي درهم وخمسين درهما فلوسا، فأعطى ابنه منها مائة، وسأل السلطان في أن يعطي الشيخ قاسم الحنفي فقيه ولده خمسين، والشيخ أبا الفضل المغربي خمسين، فأبى، وقال: هذه توفر؛ فإن ناظر الجوالي الشرف التتائي، يشكو من قلة الجوالي، بالنسبة إلى المرتب عليها.
وفي يوم عرفة طلع أعوانا لوالي، وهم الجبلية، إلى السلطان، فطلبوا منه ضحية، فأعطاهم ستين دينارا. وطلع إليه في هذا اليوم شخص بمصحف ربعة ببيت وجلود حسنة، فأخذها منه، واستدناه حتى ألصقه إليه، ثم ضمه إليه، وقال لهك أنت أخونا، وصاحبنا، وأنت رجل جيد، ولم يعطه شيئا.
قصة الشرف الأنصاري:
مخ ۱۶۷