وفي يوم الأربعاء سادس ذي القعدة سنة خمس وخمسين، عقد لابن محاسن مجلس؛ بسبب أولاد الحموي، فاعترف، بأنه وضع يده على تركة أبيهم، وأنه قريب عشرين ألف دينار، وادعى، أنه أورد أكثرها إلى أبي الخير، فطلبه السلطان، يوم السبت تاسع ذي القعدة سنة 855، وسأله عنها، فأجاب، بأنها وصلت إلى أبي الخير، فضربه نحو أربعمائة عصى، ورده إلى المقشرة في زنجيره ورتب لأولاد الحموي علي الذخيرة، في كل يوم دينارا، وعجل لهم بثلاثمائة دينار، وستين دينارا عن سنة، وكان القاضي صلاح الدين خليل بن السابق الحموي الشافعي كاتب السر بدمشق، قد وصل إلى القاهرة يوم الجمعة ثامنه ليطلب من السلطان رزقا يصرفه إلى موقعي الإنشاء بدمشق؛ لأنه كان لهم مرتب على مكس المصبغة، فأبطل بواسطة ناظر الخاص بالقاهرة؛ لإنتماء القاضي صلاح الدين إلى القاضي كمال الدين بن البارزي، صاحب ديوان الإنشا بالقاهرة، وغض ناظر الخاص ممن ينتمي إليه، فيقال [أن] القاضي صلاح الدين، كان يقترض على ذمته، ويعطي الموقعين فكان من المناقلات الابتدائية، أن أخرج السلطان في هذا اليوم بلدا يقال لها سبرباي تحت نظر القاضي كاتب السر الكمال بن البارزي يرصده لموقعي الإنشاء وبعض الأطباء، أخرجها عن نظره، ودفعها إلى قواليح بن العفيف، رئيس الأطباء بالمرستان المنصوري بالقاهرة.
قصة قواليح:
مخ ۱۵۸